حوار جريدة الاخبار مع د. حلمي الحديدي "الانتخابات الرئاسية"
جريدة الاخبار الاربعاء 30 - 5 - 2012
كلمة الأستاذ الدكتور حلمى الحديــدى
رئيس اللجنة المصرية للتضامن
رئيس منظمة تضامن شعوب آسيا وافريقيا
******
القسم الفلسطيني - منظمة تضامن الشعوب الافريقية الاسيوية
ينشر خبر من جريدة " امد " الفلسطينية
خالد يدعو الى تحرك سريع لمساءلة ومحاسبة
دولة اسرائيل على جرائمها
المائدة المستديرة الرئيس الذى نحتاجه فى المرحلة القادمة
د. حلمى الحديدى : رغم الثورة سيبقى للرئيس مكانة مميزة فى النظام القادم.
أحمد عز العرب : الوفد يرفض ترشيح رئيسا حزبيا.
محسن بدوى : نريد رئيسا إصلاحيا .. يعيد بناء الدولة المصرية.
جمال النهرى : النخب السياسية الفاسدة تصنع الديكتاتور.
د.حلمى الحديدى: دستور لا يعبر عن إرادة الشعب .. حبر على ورق
د. ثروت بدوى : ليس من حق الرئيس المخلوع نقل السلطة للمجلس العسكرى
د. عاطف البنا : النظام السابق تعدى على دستور 1971 ، وهمش البرلمان والقضاء
د.حسن نافعة : الدستور يكتب وفقا لإدارة المجلس العسكرى والأغلبية البرلمانية
كلمة د.حلمي الحديدي في : المهرجان التضامنى مع الأسرى الفلسطينين والعرب فى السجون الإسرائيلية
أيها الأخوة :
أعضاء المهرجان التضامنى مع الأسرى الفلسطينين والعرب فى السجون الإسرائيلية
بداية أتوجه بالشكر والإمتنان إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأمينها العام لهذه الدعوة الهامة فى هذا الوقت الهام الذى تمر به قضية الشعب الفلسطينى وعلى وجه الخصوص قضية الأسرى الذين يقبعون فى سجون الإحتلال النازى طبقاً لما إستمعنا إليه عن ظروفهم ومعاناتهم عبر الأثير الدولى ، لاسيما فى ظل
د.حلمي الحديدي ل«الاتحاد الاشتراكي»:المغرب يعد نموذجا يحتذى به في تحقيق الديمقراطية
رئيس منظمة الشعوب الإفريقية الأسيوية
حلمي حديدي ل«الاتحاد الاشتراكي»:
المغرب يعد نموذجا يحتذى به في تحقيق الديمقراطية
************
بديعة الراضي الاتحاد الاشتراكي : 14 - 04 - 2012
- انتخبتم رئيساً لمنظمة الشعوب الإفريقية الأسيوية، في اجتماع للسكرتارية العامة مؤخرا بالقاهرة بحضور تسع دول منها المغرب، ما هي أجندتكم الجديدة في تسيير هذه المنظمة، في أفق الانفتاح الذي أشرتم إليه بعد انتخابكم، والذي اعتمد في كلمتكم التركيز على منظمة الأفروأسيوية جديدة تتماشي مع التحديات المطروحة في كل ساحة على حدة، ومنها الساحة العربية والحراك؟
- بداية أريد أن أشير إلى أن الآلية الأساسية هي إعادة إنشاء اللجان الوطنية، في كل الدول وخاصة اللجن العربية التي كانت متصلة بالنظام السابق، وانتهت بقيام الثورة. ولهذا لابد من إعادة إنشائها في ظل النظام الجديد بعد الثورة. وهذا ينطبق على ليبيا وتونس، وعلى اليمن، وسوريا أيضا، ومصر ثابتة لا تتغير.
وتفكيرنا في هذه المرحلة لا يعتمد على الشعارات القديمة التي كانت مهمة في فترة من فترات النضال الوطني ولكنها الآن تغيرت وأصبحت تتجه إلى الفكرة العملية الواقعية، والمشاركة الفعالة مع الدول، وهذا ما أسمعه في كل الدول الإفريقية، ودول الربيع العربي، لأن الحديث أصبح اليوم عن الجديد في المنظمة والآليات التي وضعت في ظل التغييرات العالمية والتحديات المطروحة، وأذكر في هذا الجانب ما طرحه عميد السلك الدبلومالإفريقي، وهو سفير زيمبابوي في القاهرة، قال ماذا ستعمل المنظمة، نحن لنا مياه كثيرة وأراضي شاسعة وزعت على المواطنين، ولكننا لا نعرف كيفية زرعها، إننا نريد خبراء، يساعدوننا على ذلك، من أجل الزراعة والاستفادة من المياه، ومن الطاقة الشمسية وغيرها.
إن الاتجاه اليوم هو اتجاه براغماتي نفعي، ومصالح مشتركة، وهذه هي الآلية التي يجب أن نتبناها في المرحلة القادمة.
* طيب سيد حلمي، شهدت القاهرة في الاسبوع الأول من شهر أبريل لهذه السنة، اجتماعا موسعا للسكرتارية الأفروأسيوية، ومن بين النقط الهامة التي أثيرت في هذا الاجتماع، هو التفكير في إنشاء اتحادات إقليمية وجهوية، ما هو التصور العام لهذه الاتحادات، وهل الأمر يتعلق بآسيا فقط، أم أنه سيعني جميع الساحات.
- هذا أمر ليس جديداً، بل هو امتداد لمفهوم اللجن، كما هو الشأن بالنسبة للجن التجمع العربي...
- (مقاطعة)...، أنا أقصد الاتحادات بآليات جديدة مؤسساتية.
= إن تجمع اللجان العربية كان صورة من صور التجمع الإقليمي، ونحن في اجتماع حيدرأباد في المؤتمر الأخير، اتفقنا على تأسيس تجمعات للجان في مراكز متوسطة، للتحفيز وتشجيع وتنشيط اللجان الوطنية في الساحات الأفروأسيوية، والتصور ليس قاصرا على أسيا، ولكنه سيشمل آسيا وإفريقيا. وهذه الأخيرة لا ينظر إليها كساحات جامدة، ففي إفريقيا هناك مناطق شمالية وغربية وجنوبية وشرقية...إلخ، وهذه المناطق تحتاج إلى نوع من الائتلاف في ما بينها، والتجمع يشمل هذه اللجن المختلفة. هذا التصور نحاول تحقيقه في كل الساحات، والبداية كانت من آسيا، بالموافقة على أساس أن تكون النيبال تجمعا لشرق آسيا. وغرب أفريقيا الساحلية، وهذه المنطقة لابد أن تكون قائمة بذاتها، ولها مركزها. وكذلك شرق إفريقيا، ومنطقة القرن الإفريقي، وجنوب الصحراء، وشمال إفريقيا وكل هذه المناطق لابد أن تفعل، وهذا الموضوع سنخوض في دراسته، وستصدر فيه قرارات لتشجيع تكوين هذه المراكز.
- في نفس الاجتماع، طرحت الفيتنام، مسألة أساسية وجوهرية، وهي كيفية تعامل المنظمة الأفروآسيوية مع القضايا الإقليمية والجهوية، وقضايا النزاعات. نحن في المغرب يهمنا هذا الموضوع بالذات. كيف ستتعامل المنظمة في إطار السكرتارية العامة، مع قضايا النزاعات في الدول الأفروآسيوية؟
- مهمتنا أولا هي محاولة دراسة هذه القضايا الإقليمية، وإصدار بيانات لتأييد الطرف المظلوم أو المجني عليه في هذا النزاع، ولكن الأساسي عندنا هو تشجيع الحوارات البينية، والطرق السلمية، في حل النزاعات. وهذا هو الأساس الذي يبنى عليه أي تصور من المنظمة. المشاكل كثيرة وعديدة وأعتقد أن فكرة التركيز، وتكوين مراكز ستساعد كثيراً، لكي نخلق أطراً قادرة على دراسة المشاكل من داخل المنظمة، بل كذلك لكي تعطي هذه الأطر رأي نبني عليه توجها في محاولة مساعدة الدول المظلومة في حل هذه النزاعات.
- السيد حلمي حديدي، في اجتماع سوريا في عهد فقيد المنظمة السيد أحمد حمروش، اتخذت المنظمة موقف جريئا، بدعم الحكم الذاتي في الصحراء، لحل هذه القضية التي تجاوزت ثلاثة عقود، وهو المشروع الذي طرحه المغرب من أجل حل هذا النزاع. أنا أسألك السيد الرئيس، في إطار الاستراتيجية الجديدة للمنظمة، ما هو تصوركم لهذا النزاع، وهل ستبقون على نفس الموقف؟
- قضية الصحراء قضية قديمة جداً، وهناك خلافات شديدة في الموضوع، وصعوبة هذا الأخير، أن الدول المتنازعة كلها عضو في المنظمة، بل إن كل الآراء المختلفة موجودة في«APPSO » العربية والإفريقية.
والحل لا زال عندنا هو المفاوضات السلمية. لكن بعض الأطراف ترفض ذلك ولا تدخل فيها. والسؤال هو كيف سيتم علاج ذلك؟
أما بخصوص ما اتخذته المنظمة من قرارات في لقاء سوريا، فنحن ملتزمون بكل ما اتخذته المنظمة سابقا، فلن نغير شيئا بما في ذلك دعم مشروع الحكم الذاتي في الصحراء...
ولكننا سنتوجه من جديد لدراسة الأمور ونتخذ المواقف المناسبة التي تنطلق من أرضية اشتغالنا في الدعوة إلى الحوار والسلم والبحث عن الحلول الممكنة في أفق حل النزاع بتوافق جميع الأطراف.
- أريد أن أعرج بك السيد حلمي إلى أسئلة أخرى، فأنتم الآن ستسافرون إلى الهند، وتفكرون في إحياء اتحاد كتاب الأفروأسيويين، نريد منك أن تعطينا التصور الجديد في إحياء هذا الاتحاد، بآليات أخرى مغايرة؟
- فعلا هذا الاتحاد كان قائما، ولكنه كان مبنيا على أفكار فردية، لهذا عندما مات المسؤول نامت الفكرة، ومنذ مدة وأنا أحاول إعادة إحياء هذا الاتحاد، وقد قدمنا إجراءات كثيرة في هذا الصدد، وتكونت له لجنة تأسيسية مؤقتة الآن، ودستور معد سيقدم للمؤتمر العام الذي ننوي عقده في أواخر هذه السنة، وهو مؤتمر اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا، وذلك بالقاهرة.
- ننتقل السيد حلمي إلى الساحة المصرية، فهذه الأخيرة عاشت حراكا ثوريا، بطاقات شابة تطالب بالعدالة الاجتماعية، والحرية والكرامة، وأسقطت النظام. وهذا الحراك في مساره أظهر أن الأمور مازالت تعرف تعقيدات بصعود المد الأصولي إلى الواجهة السياسية، في حين وحسب المراقبين أن الحراك قام به مصريون ليس بالضرورة أن يكونوا إسلاميين أو مسيحيين أو تقليديين أو حداثيين، فكيف تتصور أفق اللعبة السياسية خصوصا وأن مصر على أبواب الانتخابات الرئاسية؟
- هذا سؤال صعب جداً، وحتى السياسي لا يستطيع أن يتحدث عن هذه الأفق في الظرف الحالي.
لكن الحقيقة أن الثورة التي قامت في مصر، كانت ثورة سلمية بيضاء، لم تسقط النظام، ولكنها أسقطت رئيس النظام. ولكن النظام ظل كما هو. والإدارة التي كانت في ظل الرئيس السابق هي التي استمرت، تمارس العمل بعد الثورة، ورئيس الوزراء الحالي، كان رئيس الوزراء قبل ذلك في أيام الرئيس مبارك. والنظام أقول، لا زال راسخا يعمل بكل قوة لإسقاط الثورة، والبعض من القوى السياسية استغلت الثورة وركبت الموجة، ووجهت السفينة إلى مصالحها الخاصة. وأجريت انتخابات بدون دستور، وأعني انتخابات مجلس الشعب، ومجلس الشورى، ونجح فريق بأغلبية ساحقة، وأعني الفريق الإسلامي، معتمدا على ثلاثة أشياء، أن الشعب المصري متدين بطبيعة الحال واستغلال الدين في العمل السياسي وهي مسألة ضد القانون وضد المبادئ، ثم أنه في غياب الدستور، أقاموا الانتخابات ولا نعرف إلى أي دستور ينتمي مجلس الشعب والشورى، وهذا خطأ جسيم، إضافة أن القوى الثورية لم تعطاها فرصة لتكوين وترسيخ قواعدها بين الجماهير، والمسألة من هذا المنطلق كانت سريعة جداً، فكان الأقدر والأقوى هم الإخوة المسلمين الذين كانوا يشتغلون عن قرب مع الشعب، وهم موجودون منذ 80 سنة في ممارسة العمل الاجتماعي والسياسي والديني أيضا داخل مصر. كل هذه الأمور جعلت السفينة تمشي في اتجاه التيار الديني وهذا ما يرفضه الثوار، لأن هدف الثورة هو المواطنة وهو الدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية.
فأين هذا كله. إننا نفتقد ذلك. إذا سألتني عن الثورة، فأقول لك إنها غير موجودة الآن، ونحن في حاجة أن يعود الشباب مرى أخرى، إشعال جدوة الثورة الحقيقية، يحقق الأهداف التي من أجلها قامت الثورة في مصر.
اللعبة السياسية كما وصفتها، أقول أنا أكره أن أسميها اللعبة، لأن مصائر الشعوب ليست لعبة، فالمسرح السياسي هو نوع من المسرح الفلكلوري، والكل فيه يلعب مسرحية بإشراك الجمهور، وهذا هو الواقع المصري. وأنت الآن في مصر وتلاحظين من يتقدم للرئاسة في، مصر فالإخوة المسلمون يرشحون واحدا والآخر احتياطي، والتيارات الإسلامية الأخرى ترشح أعدادا كبيرة من قلاعها، واليوم يوجد أربع تيارات جديدة إسلامية هي السلفية وغيرها، والنظام القديم يرشح، والسيد عمر سليمان كان واحدا من النظام، وكان نائبا للرئيس السابق منذ 20 سنة. وهو الذي سيتقدم في الصفوف الأولى للانتخابات.
- هل هو مرشح الجيش للانتخابات؟
- لا ليس مرشحا للجيش ولكنه أصلا هو عسكري، والحقيقة أن الجيش ليس له مرشح معين، أو حتى الآن لم يظهر له مرشح، وربما يبدو هذا في المستقبل القريب، ولكن حتى الآن الجيش في موقف حياد، وهناك ثلاثة مرشحين أصلهم من الجيش، لكنهم خلعوا الرداء العسكري، وأصبحوا مدنيين.
الأمور حتى الآن فيها ضبابية شديدة، وغموض شديد، والقضاء لم يقل كلمته بعد، أي من هو الذي قدم أوراق الترشيح سليمة وتنطبق عليه الشروط. وأنت تعلمين أن واحدا من هؤلاء المرشحين رفض، وهو حازم أبو إسماعيل، وماذا سيحدث بعد ذلك، لا أعلم، الأمر الأهم، أن الرئيس يرشح نفسه ولا يعرف ما هي صلاحيته وقدراته، بمعنى أنه ليس هناك دستور يحدد نظام البلد، هل هو رئاسي أم برلماني، أم برلماني رئاسي. وهذا هو العبث: «كيف أرشح نفسي لمنصب لا أعرف صلاحياتي فيه؟»، وهذه من الأخطاء الكبيرة التي أخطأناها...
- يمكن اعتبار ذلك مسألة انتقالية نحو الديمقراطية؟
- أنا أكره جملة «الانتقال نحو الديمقراطية»، فإما أن تسير على طريق، أو أنك بعيدة عن الطريق، فإذا مشيت في طريق خطأ لا يوصل إلى الديمقراطية لا يمكن أن تكوني على طريق الديمقراطية.
أنا أتصور أن الطريق نحو الديمقراطية، هو البداية، والبداية هنا في مصر غير ديمقراطية بكل المعاني، أي أن هناك إعلان دستوري من جانب واحد، يفرض على الشعب أشياء لم يأخذ رأيهم فيها. فأين هي الديمقراطية، لا توجد، كل هذا يدفعني إلى القول أن الأمور ضبابية، والمرحلة التي يسمونها انتقالية هي مرحلة امتداد للنظام السابق.
- أعتقد أن هناك الكثير من مظاهر الحداثة في مصر، بل إن مصر. إن شئت هي القلب النابض للحداثة، في مظاهرها الثقافية والاجتماعية، والسياحية...إلخ، وبرغم كل المشاكل وبؤر الفساد الذي لا يختلف على بؤر الفساد العربي، الذي خلق فوارق طبقية تكاد تكون لاإنسانية. أنا أسألك أين هو تيار الحداثة في مصر، أين اختفى ليترك الممر للإخوة المسلمين كي يتربعوا على عرش البرلمان المصري بصورة فاضحة، وغير مترجمة للمظاهر التي أشرت إليها؟ أم أن التيار الحداثي انتهى ودمر بشكل أو بآخر؟
- لقد لمست في سؤالك عدة قضايا متداخلة فيما بينها.
- بشكل مباشر أين التيار الحداثي؟
- تيار الحداثة موجود ولم ينته أبداً، فقد يخمد، قد ينام، قد تعطله المعطلات لفترة، لكن لم ينته من مصر إطلاقا، فمصر دائما وأبداً وحتى في أسوأ العصور، كان تيار الحداثة يحركها من تحت الرماد، ويسير بها وينقذها، ويحولها بسرعة إلى الطريق المستقيم. فمن هذه الناحية أنا لا أخاف على تيار الحداثة. وما دمنا بلد وسط، ونتطلع دائما إلى الشمال بحكم الحياة، وأخذ منه العلم والتقنيات الجديدة والأفكار الحديثة والرؤى الجديدة التي تحمل الشعب، أو على الأقل النخب الجديدة إلى المستقبل. فالتيار الحداثي لا خوف عليه إطلاقا. وهو ضعيف الآن، لأننا مررنا فعلا بسنوات عجاف، شديدة الضغط، ولم يسمح لنا بممارسة ما نراه بكل حرية، في الوقت نفسه كان التيار الديني يشتغل من التحت، وهو المصرح له بالعمل، وهذه هي المعادلة الصعبة. وأنت تتصورين أن التيار الأصولي بزغ، هو لم يبزغ بعد، هو فقط ظاهر على السطح، لكنه في الممارسة الحقيقية لا يوجد.
- نتمنى أن يكون تيار الحداثة في مصر خامد ولم يمت, لكني أريد أن أسألك سؤالا دقيقا جداً، عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تعثر التيار الحداثي وضرب التقدمية في مصر، هل الأمر يرجع إلى النظام السابق؟
- هذا الأمر لا يرجع إلى النظام السابق، بل الأمر يعود إلى سنة 1952...
- الأنظمة السابقة، إن شئت؟
- أعني حكم ثورة 1952، الذي مازال قائما إلى حدود الآن. يعني أن من ضرب اليسار ليس نظاما أو حكما، اليسار ركز كل قوته في الاتحاد السوفياتي، معتمداً على السند، وعندما انتهى الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة، وروسيا انكمشت على نفسها، انتهى السند الكبير لهذا التيار، وضعف، إضافة إلى أن التيار الحداثي اعتمد على الشعارات والأحلام، ولم ينزل إلى أرض الواقع، ولم يعمل على ثقافة القرب. فتوجهت الناس إلى الآخر الذي يقترب منها، ويقدم لها الخدمات الاجتماعية، بمزيد من الإغراءات المادية. ولكن لا يزال في مصر النخبة لا أقول فقط اليسارية، بل النخبة الحداثية، المتطورة التي تتطلع للمستقبل، وهذا ما يعطيني أنا شخصيا بعض الأمل في المستقبل.
- طيب السيد حلمي حديدي، سيكون يوم 30 ماي اجتماع للجن العربية بالقاهرة، سيقدم فيه المغرب ولبنان والعراق أوراقا استراتيجية لعمل المنظمة، على ماذا تراهنون كقيادة جديدة في هذه الأوراق؟
- نحن الآن مهتمون بسؤال: «ما هو الطريق للغد؟» وفي الاجتماع الماضي الذي حضره المغرب ركزنا على ذلك، وكلفنا العراق، والمغرب، ولبنان، لوضع تصورات لهذا الغد، وسنناقشها في اجتماع 30 ماي. ونحن في انتظار ذلك، وعندما تعرض هذه الأوراق، سنتناقش في كل مستوياتها وسنأخذ منها ما يتجاوب والطرح الجديد.
- قرر في هذا الاجتماع كذلك، أن يكون اجتماع للجن العربية، في أكتوبر في المغرب، وأشار البيان الأخير الصادر عن اجتماع السكرتارية العامة في الأسبوع الأول من أبريل 2012 إلى أن لقاء المغرب سيكون مصحوبا كذلك باجتماع السكرتارية العامة للأفروأسوية. ما هي الأفكار الجديدة التي ستحملونها إلى لقاء المغرب في أكتوبر المقبل باعتبارك رئيسا جديدا للمنظمة؟
أولا أود أن تجتمع لجان التضامن في المغرب بإذن الله في شهر أكتوبر، وهو موعد طال انتظاره لأنه تأجل بسبب ثورات الحراك العربي، وكان مقرراً أن يعقد في العام الماضي في دجنبر، لكن إذا عقد، وأرجو أن يعقد، فقد ستكون خطوة جميلة. إضافة إلى أننا سنقدم اقتراحات للمجموعة العربية لدول اللجان العربية مبنية على الأفكار المطروحة التي ستتقدم بها اللجنة المشكلة من المغرب والعراق ولبنان. وكذلك الدراسة التي ستتقدم بها السكرتارية الدائمة، وهناك دراسات بخصوص إفريقيا، على أن يكون تجمعها في المغرب وسنتفق في هذا المجال. وأتوقع أن يقوم المغرب بدور كبير في حث جيرانه على التمركز حوله في العمل الإفريقي خاصة، وهذا ما سأسعى إليه مع الأطراف المعنية داخل المنظمة. وهناك مسألة أخرى أن المنظمة ستحث على التواصل المتبادل بين السكرتارية الدائمة واللجن المختلفة، إلى جانب التواصل بين اللجان بعضها البعض، لأني لاحظت أن هذا التواصل يكاد يكون منعدما. وأنا أريد أن أركز على ذلك، وأخيراً هناك نقطة حساسة، أني أريد للمنظمة أن تعمل، ولا يمكن العمل بدون تمويل، والتمويل يأتي من اشتراكات اللجن في كل الساحات وبغير ذلك لا يمكن للمنظمة أن تعمل. وهذه نقطة من النقط التي ستقدم في لقاء المغرب. وأرجو أن ننجح في ذلك في حث كل اللجان على المساهمة، بالفكر والرأي وبالدعم المادي.
- كلمة أخيرة.
- أحيي أهل المغرب جميعا، لأني أحس أن المغرب في وضعه الحالي الجديد، وما علمته من تطور ديمقراطي يجري هناك، يعد نموذجا وذو دور كبير في المحطات القادمة.
كما أتمنى أن تكون المنظمة الأفروأسيوية هي بيت كل العالم، بمعنى أننا نفتح الباب لكل الآراء والسياسات الدولية، مهما كان التوجه، فلن نقصي أحداً ولن نمنع أحداً،ولن نتبنى أيديولوجية معينة، ستكون «APPSO» فضاء لتدبير الاختلاف.
عقدت كلية طب القصر العينى بالإشتراك مع اللجنة المصرية للتضامن
برئاسة الدكتور حلمى الحديدى
ندوة تحت عنوان "مصر إلى أين ؟"
وذلك يوم الأحد الموافق 18/12/2011
وقد تحدث فى الندوة كلا من :
1- السيد/ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا
2- أ. د/ حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
3- أ/ حلمى شعراوى مدير المركز العربى للبحوث الأفريقية
4- أ/ عبد القادر شهيب كاتب وصحفى
5- أ/ نبيل زكى كاتب وصحفى وعضو اللجنة المصرية للتضامن
6- د/ حلمى الحديدى أستاذ جراحة العظام بالقصر العينى ورئيس اللجنة المصرية للتضامن
تضمنت كلمة السيد / عمرو موسى مايلى :
مصر كما يعلم كل المصريين أصيبت بخلل كبير فى مختلف ملفاتها وفى سياستها وأحس الكل بذلك خصوصا فى السنوات الأخيرة ، خلل فى شئون المجتمع والتعليم والصحة والسكان والقرية والزراعة والبيئة والطاقة .
والسؤال هنا كيف نعيد بناء مصر ؟ وماهى التكاليف ؟ وهل لدينا القدرة البشرية على مواجهة ذلك ؟ وهنا يأتى الأمل والشعور بالمسئولية .
أعتقد أن الهدف يجب أن يكون محدداً وهو إعادة بناء مصر ومن هنا يأتى الأمل فيجب أن يكون جدول الأعمال وبنوده الرئيسية فى إعادة البناء واضحا ( ديمقرطية – إصلاح – تنمية ) .
الديمقراطية تعنى مبادئ كثيرة تعنى إستقلال القضاء تعنى حقوق وإلتزامات تعنى إحترام حقوق الإنسان أما الإصلاح يكون بعرض كل هذه الملفات التى أصيبت بخلل وأصبحت مؤشراتها سلبية وبالنسبة للتنمية أمامنا الكثير لكن يجب أن يكون بناء على خطة وليس كما فى السابق .
نرى الآن فوضى كبيرة وإنفلات أمنى وهنا يتبين أن إدارة الأزمات لم تكن على مايرام ويحتاج الأمر أن نضبط الأمور أكثر وأن يكون هناك مجلس مدنى إستشارى من شأنه أن يدرس ويتم التشاور معه فى كيفية إدارة الأزمات ليكون هناك تواصل بين القوى السياسية والمجلس العسكرى .
هناك صدام بين المصريين نحن غير قادرين على حل هذه المشاكل وإذا إستمر الحال بهذا الشكل سوف نقع فى مطبات كثيرة فعلينا أن نحكم العقل فلاداعى لإستخدام العنف ضد المتظاهرين أو المعتصمين السلميين وعلى الجميع عدم المساس بالمنشآت العامة أو منشآت المواطنيين وتحكيم العقل من الجانبين وإعلاء مصلحة مصر .
وأود أن أعرب عن الأسف الشديد لتدمير المجمع العلمى المصرى وكل المنشآت التى طالها التخريب والفوضى وقد طلب المجلس الإستشارى أمس من المجلس العسكرى تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة حتى لاتتكرر مرة أخرى وهل المعلومات التى تقال صحيحة عن تدخلات خارجية ولماذا إنفجرت الأوضاع بهذا الشكل؟ وهو ما وافق عليه المجلس العسكرى .
لانريد للفوضى أن تدب فى البلد ولايجوز أن نقول للمجلس العسكرى أن يرحل ويسلم السلطة الآن فقد تم الإتفاق منذ 3 اسابيع على جدول زمنى لتسليم الحكم إلى سلطة منتخبة على أن يكون رئيس الجمهورية فى مكتبه فى أول يوليو 2012 .
المشكلة الآن هى المرحلة الإنتقالية فيجب أن نمكن الوزارة الجديدة لإصلاح الوضع الأمنى والإقتصادى يلى ذلك المرحلة الإنتخابية للرئاسة وصياغة الدستور.
بالنسبة لنتائج الإنتخابات البرلمانية وهو مابدأنا نلمسه حاليا حيث تم الإنتهاء من المرحلة الأولى من إنتخابات مجلس الشعب وننتظر حاليا جولة الإعادة من المرحلة الثانية وطالما إخترنا الديمقراطية يجب أن نقبل بنتائج الإنتخابات أيا كانت فقد حصل الإسلاميون على نسبة عالية من الأصوات .
كما يجب أن نعلم تماما أن إعادة بناء مصر يتطلب توافق الأراء بين أهل مصر وأن يكون هناك تفاعل وطنى وإقليمى ودولى معين وأود أن أنقل لكم تفاؤلى بالنسبة لمستقبل مصر فنحن كمن سوف يتسلق جبل لنضع مصر مرة أخرى فوق القمة .
*** *** ***
تضمنت كلمة أ . د / حسن نافعه مايلى :
أود أن أتوقف لأقدم تحليل مبسط يعكس رؤيتى لما يحدث فى مصر فى عدد من النقاط الأساسية :
1. يجب أن نتفق جميعا أن الثورة فى مصر كانت ثورة حتمية
2. الشباب كان طليعة هذه الثورة ومفجرها خصوصا الشباب الغير منتمى للأحزاب السياسية ولولا مساندته لما نجحت هذه الثورة فلايوجد أحد يدعى إنه صاحب هذه الثورة .
3. الجيش المصرى وهو مؤسسة وطنية لعبت دورا مهما فى حماية الثورة وإجبار الرئيس السابق والضغط عليه أن يرحل .
لدينا 3 قوى رئيسية لتفاعلات المرحلة الإنتقالية فكل قوه تتصرف وكأنها هى التى لديها مشروع وحيد للمستقبل :
1. القوات المسلحة تدرك أن لديها القوة الحقيقية والمشكلة أن البعض يتصور إنها تفرض رؤيتها على المجتمع فهذا تصور خاطئ لأن الشعب يريد نظام ديمقراطى حقيقى
2. التيار الإسلامى فالإنتخابات أظهرت أن هذه القوى هى القوى الرئيسية فى الشارع المصرى فنحن أمام برلمان ربما يصل الأغلبية فيه إلى الثلثين للتيار الإسلامى وعلى التيار الإسلامى أن يدرك أنه لايستطيع وحده أن يصنع مستقبل مصر .
3. التيار الليبرالى والقومى واليسارى هذه التيارات لم تتح لها الفرصة لأن تعبر عن نفسها لكنها مشتتة لاتملك رؤى واحدة .
وعلى الكل أن يدرك أننا بصدد نظام جديد لابد أن يتسع للجميع ويجب ان تشارك فيه جميع القوى السياسية بمختلف أشكالها كما أن الدستور ليس رؤية إيدلوجية فهو تعبير عن نظام سياسى لايجوز ان تكتمه سلطة كمجلس الشعب أو ممثلين عن مجلس الشعب .
*** *** ***
تضمنت كلمة أ / حلمى شعراوى ما يلى :
فى العشر سنوات الأخيرة لاحظنا عدم تحرك النظام نتيجة لرغبة النظام الذى كان قائما فى التوريث مامعنى أن نظام سياسى يلتزم الصمت ؟
مثلا فى قضية فلسطين نحن نقدس إتفاقية كامب ديفيد وعندما يأتى الدكتور نبيل العربى ويقول تصريح تقوم الدنيا ولاتقعد كذلك نرى الصمت ايضا فى قضية العراق والسودان .
الدول الافريقية عملت كتل متحركة فمصر التى بنت كتلة عدم الإنحياز والتجارة والتنمية وإتحاد الكتاب .
البلاد المحترمة والنظم السياسية المحترمة تسعى للإحترام لذلك مهما كان النظام لابد أن نناقش ماهو البرنامج السياسى فيجب مناقشة البرامج السياسية للمرشحين المحتملين للرئاسة .
يحدث الآن نوع من الأوهام فى ثقافتنا وردود أفعالنا فلابد أن نفهم أن القوى السياسية لابد أن تكمل حسابها كما اريد أن أسس فكرة أن مصر أجبرت على هذا الصمت فالثورة مطلوب منها تحرك بديل للتحالف مع القوى وللتحرك من أجل بناء مصر ولتبادل مصالحنا .
التيار الإسلامى الذى يزحف إلى السلطة يجب أن يراجع نفسه لابد ان يعرف أن مصر ذات مكانة فى العالم ولابد أن يعيد النظر فى الرأسمالية الإسلامية التى يود بناءها وفى هذه التبعية المطلقة .
وأود أن أذكر بأن الصمت هو الذى دمر علاقات مصر مع العالم الخارجى وأن مصر أجبرت على الصمت عندما سعى السادات لكى يصبح الشرطى بدلا من إيران .
*** *** ***
تضمنت كلمة أ / عبد القادر شهيب مايلى :
لماذا نطرح هذا السؤال مصر إلى أين ؟
معناه شئ من الأثنين الأول إننا لا ندرك الأجابة أو إننا متشككين فى الإجابة وكلا الأمرين يدعو للقلق والإنزعاج أعتقد أن السؤال مطروح لأننا فى خلط بين المدى المنظور والمدى الغير منظور .
فعلى المدى القصير ينتظرنا فوضى سياسية وأمنية وأزمات إقتصادية حادة وتوتر دينى وعلى المدى البعيد ينتظرنا ديمقراطية حقيقية وإزدهار إقتصادى فعلى وعدالة إجتماعية ننتظرها منذ فترات طويلة ونفتقدها بشدة .
الآن نمر بمرحلة إنتقالية بشكل صعب فندخل من خطوة لأخرى بصعوبة بالغة تولد إنقسامات وصراعات وبعد المرحلة الإنتقالية النتيجة التى سوف تتمخض عنها الإنتخابات البرلمانية فهناك قوى سياسية معينة سيكون لها القوة والسيطرة على السلطة .
الأخوان والسلفيون سوف يكون لهم تأثير على السلطة التى سوف تتشكل فيما بعد ، هم لديهم أفكار ورؤى تحتم حدوث صدام مع الأفكار والرؤى الأخرى وسيكون أبرز الصراعات عن ماهية الدستور القادم والمتوقع ان نتعرض لمزيد من الإنقسامات ومزيد من الخلافات حول صياغة هذا الدستور الجديد حتى بعد أن نجتاز معركة صياغة الدستور الجديد أمامنا مشاكل هائلة حقيقية متوقع من السلطة الجديدة أن تحلها .
نلاحظ عندما نرى البرامج المطروحة من الأحزاب السياسية كحزب الحرية والعدالة أو حزب النور لانرى حلولا للمشاكل التى يعانى منها الشعب .
على المدى البعيد أعتقد إنه ينتظرنا ما يدعو للتفاءل ، ديمقراطية حقيقية وعدالة إجتماعية وإزدهار إقتصادى لأن هناك مجموعة من الأشياء لا يمكن تجاهلها :
1. أن هذا الشعب جرب بالفعل الإنتفاضة والثورة على السلطة فلايقبل أى سلطة أن تخضعه ولايمنح أى سلطة فترة سماح طويلة كما حدث على مدى 30 عاما فاى سلطة قادمة لاتستطيع أن تحل المشاكل الإقتصادية الحقيقية للمواطنين لن يسكت عليها أحد .
2. لدى الشعب تكونت مايسمى بالطليعة الثورية هذه الطليعة لايبدو أنها مستعدة أن تضع سلاحها على جنب وأن تترك مجتمعها بدون تحقيق الأهداف هذه الطليعة سوف تظل قادرة أن تحرك القطاعات الأكبر من الشعب طالما أن هناك حالة من الوعى أصبحت موجودة والمقصود بهذا إننا لن نخفق فى تحقيق الديمقراطية والإزدهار الإقتصادى والعدالة التى ننشدها والذى يهمنى الآن هو الأخطاء التى وقع فيها الثوريون فهم يحتاجون لمراجعة أنفسهم .
*** *** ***
تضمنت كلمة أ / نبيل زكى ما يلى :
العالم كله يتطلع لمصر وخاصة العالم العربى لأنه إذا إنتصرت الثورة المصرية ستنتصر الثورات العربية والعكس صحيح ففى الفترة الماضية غرق المصريون وغرقت وسائل الإعلام فى أحداث الماضى الهامشية .
غابت الرؤية المستقبلية ومن هنا تدور أسئلة كثيرة ، كيف ستحكم مصر ؟ هل سيعود نظام الحزب الواحد ؟ هل رئيس الجمهورية سيؤسس حزب خارجى للمصالح الخاصة ؟ هل أخطأ شباب الثورة ؟
القضية الرئيسية كيف نضمن عدم عودة الطغيان وكيف يكون لدينا دستور ديمقراطى يعتمد على دولة القانون ومبدأ المواطنة ولاتمييز بين مصرى وآخر.
نحن فى حاجة لنظام سياسى جديد الآن نحن فى حاجة للتوافق لاجدال ولاخلاف ولامناقشة على رفض أى عنف والإعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة لانفضل الإعتصام بالقتل بل بالتفاهم والحوار نحن مع التظاهر السلمى والإعتصام السلمى لكن مع الأسف العقلية الأمنية لازالت كما هى لم تتغير ولاحل إلا بلجنة تحقيق مستقلة تتولى كشف كل مايتم التعتيم عليه مثلما ذكر السيد عمرو موسى لمعرفة الحقائق كاملة دون تورية .
*** *** ***
تضمنت كلمة الدكتور حلمى الحديدى مايلى :
لازلت أتمنى أن أعرف وسط هذا الضباب الشديد الذى نعيشه الإجابة على السؤال " مصر إلى أين ؟ "
سألت شخصاً من أصدقائى فأجاب إلى المجهول وآخر أجابنى إلى حيث يريد أبناؤها .
فى المرحلة الإنتقالية أرتكبنا خطأ لو خطأ والأخطاء المتتالية لايمكن أن ينتج منها صواب فكان لابد من الدستور أولا أن يكتمل وأن تؤجل الإنتخابات حتى يتم بلورة الفكر المصرى لكن لم يحدث هذا وطالما لم نبدأ بالدستور أولا فالقادم سيكون خطأ .
لابد أن نفكر بجدية فى أن يتولى أمر هذه الأمة سلطة مدنية توافقية تعبر تماما عن كل طوائف الشعب المصرى وكل إتجاهاته ولاأوافق أن يستأثر فصيل دون الآخر بوضع الدستور القادم فالدستور تخضع له كل المؤسسات وليس الدستور الذى يخضع لأى أغلبية مهما كان لتضعه كيفما شاءت ليحكم أمة فنحن بلد الآن ليس فيها دستور أو رئيس أو حتى حكومة .
يوجد أمامنا الآن 3 مشاكل رئيسية كبيرة :
1. مشكلة الأمن وأكرر الأمن وأكرر الأمن فلاتنمية ولاأمان ولانمو بدون أمن وأى وطن لايشعر فيه الإنسان بالأمن على نفسه وماله وأهله لايكون وطنا .
2. مشكلة تنمية المجتمع وإقتصادياته والمطلوب إنقاذ الوضع الإقتصادى .
3. توفير أساسيات الحياة للمواطن وهى ضرورية وأتمنى ألا نفكر فى مشروعات كبيرة نود تلبية حاجة المواطن الأساسية الآن .
الأحداث التى تحدث الآن والفوضى كلها ناتجة عن عدم التواصل بين الحاكم والمحكوم وبين المسئول والشعب لاأحد يحاول توعية الشعب،وماهو الوضع الحقيقى والمستقبلى ؟
وهذا التعالى جزء من النظام السابق وهو غير مقبول بعد الثورة والتى أخشى عليها من أبناءها الذين قاموا بها وساعد الوضع الحالى على شرذمة الوضع وهناك أكثر من 70 إئتلاف وإذا تم سؤالهم عن إختلافهم لايعرفون ولن تنقذ الأمور إلا إذا عرضنا المشاكل الحقيقية وتواصلنا مع أبناءنا وشعبنا .