حوار جريدة الاخبار مع د. حلمي الحديدي "الانتخابات الرئاسية"
جريدة الاخبار الاربعاء 30 - 5 - 2012
الانتخابات الرئاسية مرت بهدوء.. ولكنها لم تكن متميزة.. والرشاوي الانتخابية كانت موجودة من زيت وسكر.. والوعود التي أطلقها المرشحون أكثر من أن تحتملها ميزانية مصر في أي وقت وصعب الوفاء بها .. ولابد أن نكون واضحين مع الشعب..
بهذه العبارات المحددة والواضحة .. بدأ الدكتور حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق ورئيس اللجنة المصرية للتضامن مع الشعوب الأفريقية حواره مع الأخبار.. وأضاف أن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق ونحن مازلنا ننتخب الرئيس عن طريق الرموز.. والغالبية من أفراد الشعب لا يعرفون اسم مرشحهم ولا أعماله ولا برنامجه السياسي .. مؤكدا أن انتخابات الإعادة لن تمر بسهولة بسبب الصراع بين الإخوان والفلول.
المفكر السياسي د.حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق:
انتخابات الرئاسة تمت بصورة هادئة
رغم رشاوي الزيت والسكر
الديمقراطية تتحقق عندما نلغي الرموز الانتخابية ويعرف الناخبون إسم مرشحهم
أجرت الحوار : نعيمة جليل
وقفت في طابور طويل في عز الحر مع المسنين ولمدة ساعتين للإدلاء بصوتي
• الدكتور حلمي الحديدي وزير الصحة الأسبق ورئيس اللجنة المصرية للتضامن مع الشعوب الأفريقية كيف ترى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية؟ وهل لكم تعليق على الأحداث؟
** الانتخابات جرت والحمد لله بصورة هادئة ، الإقبال جيد ولكن ليس كبيرا على غير المتوقع ونحمد لله أنها مرت بهدوء.
• وما تعليقكم على الانتخابات؟
** كانت الأمور تسير بهدوء إلى أن دخلت عناصر أخرى في الموضوع.
• ما هذه العناصر؟
** لا أوافق اطلاقا على الوعود التي لا يمكن تنفيذها كما لا أوافق على الرشاوي الانتخابية بأي صورة من صورها واعترض على من يقبل الرشوة كاعتراضي على من يقدمها فالأثنان مثل القاتل والمقتول في النار.
• ماذا تقصد بذلك؟
** هناك رشاوي كانت تقدم لا يمكن أن نخفي رؤؤسنا في الرمال.. زيت وسكر وبوتاجاز كل ذلك كان موجودا ومن يقول غير ذلك يخفي رأسه في الرمال والوعود التي وضعت كانت أكثر مما تحتمله طاقة موازنة مصر في أي وقت وأيضا الوعود فوق قدرات الظروف المقبلة لتنفيذها وعالميا صعب الوفاء بها كان يجل أن نكون واضحين مع الشعب.
الانتخابات جيدة
• وما رؤيتكم للأداء الانتخابي؟
** الانتخابات كانت جيدة ولم تكن متميزة وهناك فرق كبير .. أنا وقفت في طابور لمدة ساعتين في عز الحر كان طابور المسنين فوق الستين لا يحتملون حر الصيف لمدة ساعتين ولابد الأخذ في الاعتبار وحدثت أشياء صغيرة تمنعنا أن نقول أن الانتخابات متميزة.
• كيف ترى الديمقراطية من خلال الانتخابات الرئاسية؟
** الديمقراطية مسألة كبيرة .. ونحن لم نصل بعد إلى أول مراحل الديمقراطية؟
• لماذا؟
** لأننا نتصرف بطريقة خاطئة ولم نصل بعد إلى أول درجات سلم الديمقراطية.
• ماذا تقصد بذلك؟
** لأن الديمقراطية لها شروط ونظام وأوضاع تتحدث عن الديمقراطية ونصف الشعب أمي يختار وينتخب باستخدام الرموز وليس الأسماء، ولا يمكن أن تتحدث عن الديمقراطية و40% تحت خط الفقر من أجل ذلك يقبل كيس الأرز ثمنا لصوته، نحن نقول للديمقراطية متطلبات ومؤسسات لابد أن تكون قادرة على العمل ومجتمع مدني وأحزاب والأحزاب غير قادرة على العمل لأنها أما ضعيفة أو فقيرة أو غير قادرة على التعامل مع الجماهير وكل ذلك من مقومات الديمقراطية خلينا نتحدث بقدر ما نحن فيه من أجل أن نعرف احنا واقفين فين.
• هل فوجئت بنتائج الانتخابات؟
** النتائج لم تكن تعبر عن المزاج العام طوال فترة الانتخابات وقد حدث تغيير شديد مفاجئ ومباغت في النتائج.
• ولماذا؟
** لا أعلم أي أحد يكون بيفهم يقول لي كيف يحدث خلال الـ 48 ساعة هذا التغيير الكبير بين المزاج العام للشعب وبين نتائج الانتخابات.
• ما رؤيتكم لانتخابات الإعادة؟
** في تقديري الوضع الحالي ربما يستدعى بعض الصدمات وفي تقديري أن الأمور ربما لم تمر بالسهولة التي مرت بها الجولة الأولى للانتخابات.
• ولماذا؟
** الصراع الآن بين الأخوان وبين ما يسمى بالفلول والنظام القديم والكتلة الثورية التي ضاعت في خضم الانتخابات والثورة التي أعلن وفاتها.
الكتل الثورية
• وماذا ترى فيما يحث الآن من التحالفات ولم الشمل؟
** هذه أشياء لا قيمة لها يعنيني أولا أن تنضم الكتل الثورية تتحد لتحافظ على الأقل على بقايا الثورة وكفانا شرذمة وتمزيقا ومصر لا تحتمل كل هذه النزاعات والفروق في الآراء فلنجتمع على كلمة سواء أن تحب مصر وأن نعمل ما هو في مصلحتها فقط دون النظر لأية اعتبارات أخرى شخصية . الوقت صعب والظروف شديدة الوطأة ولابد أن نواجه ذلك بكثير من العمل والجهد والوحدة والتوافق.
• ترى لماذا لم يوفق مرشحو الثورة في الانتخابات؟
** أنا لا أعرف من هم.. مرشحو الثورة هم الشباب أمام الفيس بوك والقنوات والفضائية الواجب أن يفهموا الناس ما هي الثورة ومعنى العمل من أجل مصر وحب مصر ولكنهم فضلوا القنوات الفضائية على الاستمرار في الثورة.
إرادة الشعب
• كيف ترى فوز الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق؟
** النتائج تقول أنهما فازا بدون قيود أو شروط وأنهما نجحا ولابد أن نحترم إرادة الشعب والشعب يريد واحد من الأثنين ولابد أن نحترمه.
• ما رؤيتكم لمستقبل مصر اذا ما تولى مرشح الأخوان أو ممثل النظام السابق في الفترة القادمة؟
** الأثنان ليس في ماضيهما ما نعرفه لم نجربه من قبل.. جربنا الفريق أحمد شفيق رئيس وزراء ووزير ولكن الأخوان لم نجربهم في أي عمل وطني كبير ومجلس الشعب لا يعبر عن الرئاسة وأن كان مؤشره يدل على أنهم لم يوفقوا في ادائهم في مجلس الشعب وقد يكون هذا مؤشرا لادائهم في الرئاسة ولكني على الأقل أقول بداية هو قضاء وقدر كتب الله على مصر أن يختار شعبها هذا المأزق الذي هي فيه وربنا ينقذنا منه.
• هل مقاطعة الانتخابات في الإعادة في صالح الثورة أم ضدها؟
** الثورة أعلنت وفاتها.. وشهادة وفاة هي النتائج التي تقول ذلك.
• وماذا تقول لمن ينوي مقاطعة انتخابات الاعادة؟
** كل واحد حر لماذا نرفض الحرية.. هذا رأيه وعلينا أن نحترمه ثم نتعلم كيف نحترم الرأي الآخر وليس كل من يخالفنا يكون مخطئا.
مصلحة مصر
• وأين مصلحة مصر؟
** مصلحة مصر ليست في الاثنين والشعب هو الذي آتي بالاثنين وبالتالي فالشعب يكمل المشوار.
• ما توقعاتكم لانتخابات الإعادة؟
** واحد من الاثنين لابد أن ينجح وهو الأقدر على حشد المواطنين بأي طريقة.
• ماذا تقصد بذلك؟
** الأقدر على الاقناع.
• وكيف نخرج من هذا المأزق؟
** الذي تسبب في هذا المأزق هو الشعب وبالتالي فعليه أن يحل هذا المأزق.
لقد حدثت اخطاء لم يتم مواجهتها بالاقناع أو التوعية .. واذن المخطئ يدفع الثمن.
• هل ترى أن الكتلة التصويتية تم تفتيتها؟
** هي مفتتة أصلا.. ولكن الأكثر تفتيتا هي القوى المدنية الثورية التي تحطمت تماما وهى التي تعاني وستظل تعاني لأنها مزقت نفسها وتفرقت أحزابا وشيعا ولم توحد صفوفها ولم تواجه الواقع بالعمل الجاد في توعية المواطنين والالتحام بالشعب.
• وكيف ترى المشهد السياسي الذي تمر به مصر الآن من اضطرابات وأزمات؟
** المشهد السياسي مضطرب والمسئوليات غير محددة والعلاقات غير متوازنة بهذا الأداء غير سليم.
• وماذا تقترح من حلول للخروج من هذه الأزمات؟
** أول شئ نتعلمه اليوم ونصر عليه أن مصر أولا وقبل كل شئ.. مصر قبل المصالح الحزبية والفئوية والشخصية وإذا كنا سيرنا وفق هذه القاعدة فسوف يتم حل جميع هذه المشاكل التي تمر بها مصر.. نريد بالفعل أن نحب وطننا مصر بلدنا وأملنا ووطنا الحقيقي واذا انطلقنا من هذه القاعدة فإن الاعتصامات والمظاهرات سوف تتوقف لأن مصر لا يصلحها هذا العدد من الاعتصامات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية.
• نريد أن نعرف رؤيتكم لمستقبل مصر على المستوى القريب؟
** أنا متفائل رغم كل ما يحدث لأن مصر في ضميرنا جميعا وهناك من يحب مصر أكثر من أى شئ ويكفي أننا بدأنا نشعر بأخطائنا.
الشعور بالخطأ
• وماذا تعني بأننا بدأنا نشعر بأخطائنا؟
** كان مطلبنا أن يكون الدستور أولا وقبل كل شئ ونتيجة لتأخر الدستور تورطنا في كل هذه الأخطاء التي تمر بها مصر.. وأقول مادامت هناك ديمقراطية سيكون هناك باستمرار معارضون والحق أنه لا يمكن أن تكون هناك دولة بدون أساس دستوري وسلطات بدون مانح وأول خطوة للاصلاح هو الاحساس بالخطأ.
مرحلة البناء
• والخطأ مسئولية من؟
** مسئوليتنا جميعا.. أنا لست ممن يلقون بالمسئولية على أحد، كلنا شركاء في الأخطاء، ولا يوجد أحد فوق المسئولية.. هذا وطننا ونتحمل جميعا المسئولية.
• ترى كيف يتم بناء مؤسسات الدولة من جديد وما تصوركم لمرحلة البناء الحقيقي؟
** لو بدأنا صح.. نبتدي من الدستور ولا يوجد بيت بدون أساس فالبيت هو الذي يحمينا ويجمعنا جميعا والدستور لابد أن يكون معبرا عن ارادة شعب قام بثورة .ولابد أن يكون الدستور معبرا عن الشعب وطوائفه وأول أسس الديمقراطية المشاركة في صنع القرار والمستقبل وإذا ابتدينا بالدستور تنتهي جميع المشاكل . الدستور أولا وباشتراك جميع طوائف الشعب وبتمثيل نسبي عادل، فالدستور الذي يخدم مصر نوافق عليه أما الدستور الذي يخدم فئات معينة لا نوافق عليه.
• ما تقييم الاستاذ الدكتور حلمي الحديدي لهذه المرحلة خاصة ونحن على أعتاب أهم مرحلة انتقالية؟
** تقييمي لها أن فيها خيرا وشرا وأن كان الشر يغلب الآن صوته عال.
• كيف ؟!
** الآن شعرنا بالحاجة الشديدة للديمقراطية أكثر من الأول وعرفنا بعض ولم نكن نعرف ذلك من قبل أو كما تصورنا الآن نعرف الحقيقة والتجارب تقول لنا .. وفكرة انشاء حزب الدستور هي جزء من هذا الوعي لحاجة المجتمع وأرجو أن ينجح والتعليم له ثمن ولابد أن ندفعه.
والشئ الآخر عرفنا حاجتنا الماسة إلى دعم الاقتصاد المصري لابد من الإنتاج والعمل والشئ الذي تعلمناه أيضا احترامنا لبعضنا ينبع من تصرفاتنا السليمة والشئ الجميل هو أننا بدأنا نرجع لمصر مصر هي الأم هي القاعدة هي الأساس .. مصر باقية والباقي هو الأولى.
اعتصامات سلمية
• هل الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التى تتصدر المشهد السياسى والتى مازالت مستمرة حتى الآ تؤثر على نجاح الثورة وعملية التحول الديمقراطى؟
** فيها الخير وفيها الشر أيضا ولا تنسى أبدا أننا عشنا مدة طويلة ومن دون الحق فى التظاهر وإبداء الرأى. وليس لدى أى مانع من قيام المظاهرات والاعتصامات ولكن هناك مظاهرات ملتزمة واعتصامات سلمية لمصلحة مصر، أهلا بها. أما إذا كانت تسئ إلى مصر فأنا ضدها وإذا كانت تسئ إلى الإنتاج والاقتصاد المصرى والشعب المصرى والعلاقات الدولية أنا ضدها. نريد أن نعبر عن رأينا بالود والعلم والأخلاق.
• الديمقراطية التى قامت من أجلها الثورة متى تصل مصر فى ظل ما نواجهه من تحديات؟
** هذا السؤال مهم جدا. الديمقراطية ليست حادثة فى حالة مستمرة ودائمة. وهناك فرق بين حادثة ترام أو سيارة وفرق بين حالة مزمنة طويلة الأمد عايزة شغل واستمرارية ودأب.
• كيف ذلك؟
**إذا فهمنا أن الديمقراطية حالة مستمرة ودائمة فلن تنتهى فى يوم وليلة. الديمقراطية لها أسس ليست فقط فى التصويت فى الانتخابات وصناديق الاقتراع إنما هى عملية تتوقف على الشعب أصلا لأن الشعب المثقف أسهل له أن يصل للديمقراطية من الشعب الأمى الذى يجد صعوبة فى الوصول إلى الديمقراطية وكذلك الشعب الفقير فالحاجة للقمة العيش تفسد الديمقراطية فحالة الفقر تضعف الديمقراطية.
• نريد توضيحا أكثر .. فما هو؟
** الديمقراطية حالة مستمرة دائمة ولها متطلبات من دعم شعبى وثقافة والقضاء على الأمية الأبجدية والأمية السياسية والوطنية أحيانا والتركيز على ما ينفع أفراد المجتمع والعلم والصحة الأساس والتعليم أهم شئ فى البلد وبناء المواطن علميا أهم ما يميز الحاجة للديمقراطية والحفاظ عليها وطبعا كرامة وحرية وحقوق الإنسان فى الصحة والسكن والتعليم والأكل والشرب وأنبوبو البوتاجاز.
• وماذا عن الأمن والأمان؟
** الأمن والأمان هو الطلب الثانى للديمقراطية لأنه لا يمكن أن تنشأ فى غياب الأمن والأمان للمواطن على ماله وأهله وحياته وهذا لم يتم حتى الآن. وتأتى بعد ذلك المؤسسات التى تسمح بالعمل السليم والمشاركة الحقيقية للشعب وليس المشاركة بالصور التى نراها.
• وماذا تقصد بذلك؟
** أقصد المشاركة الحقيقية لشعب يريد أن يبنى بلده ومستقبله ويحترم رأيه. نحن محتاجون لهذا النوع من التثقيف والفكر من أجل بناء الديمقراطية فالديمقراطية فى حاجة إلى وقت وليس لها سقف وتنشئ القوانين اللازمة لكل حالة وكل زمان وكل عصر والأسس واحدة. احترام الإنسان وحقوقه فى كل شئ والمشاركة الحقيقية فى صنع القرار والمستقبل واحترام الإنسان.
• وماذا أيضا؟
** كلنا نعمل للإنسان وبالإنسان نصل إلى التنمية الحقيقية للبشر وبالبشر وليس لأى أحد آخر. وهناك أيضا قواعد لإستقلالية القانون وبعد ذلك التنمية والاقتصاد والاحترام المتبادل وعدم التدخل فى شئون الغير والتعاون بين الدول لتحقيق المصالح كل ذلك مهم للديمقراطية.
• وكيف نصل إلى الديمقراطية فى مصر؟
** عايز أقولك أن الديمقراطية ليست شعارا أو كلمة عابرة إنما هى عمل متصل ومتطور ونريد أن نتعلم ذلك. فعندما نجد أن هناك مرشحا رمزه كذا وآخر رمزه كذا نعرف أن مفيش ديمقراطية.
إلغاء الرموز
• كيف؟
** عندما نلغى الرموز والمرشح يعرفه المنتخبون باسمه أو بأعماله هنا تكون الديمقراطية فالذى لا يعرف يقرأ اسم المرشح شئ غير مقبول. الرموز دليل الجهل والأمية ولا يمكن معها أن يكون هناك ديمقراطية.
• وما رأيك فى أداء حكومة الدكتور الجنزورى؟
** هى حكومة فدائية.
• ماذا تقصد بأنها حكومة فدائية؟
** تعرف أنها أمام قضية خاسرة وفى ظروف سيئة وتحت أوضاع غريبة ومع ذلك تولت المسئولية فى هذه الظروف والنتيجة غير مرضية. ضغوط كثيرة وظروف أى حكومة هى التى تحكمها قدراتها على الأداء ومتوقفة كذلك على مدى المساعدة من فئات الشعب غير الموجودة. ماذا تتوقعين لوجئنا بحكومة برئاسة ملاك من السما لا تصنع غير ذلك فى مثل هذه الظروف. حكومة مهددة بالإقالة والإستقالة فى كل لحظة ووزراء لا يعرفون هل هم موجودون غدا أم لا. كيف يوقعون ويعملون نحن لا نعطى فرصة حقيقية للحكومة لتعمل ووضعناها فى ظروف سيئة.
• هل تؤيد إنشاء حكومة ائتلافية لإدارة ما تبقى من المرحلة الإنتقالية خاصة بعدما تشهده من شد وجذب بين الحكومة الحالية والبرلمان؟
** هذا تخبط حكومة. حكومة انتقالية ما هذا العبث؟ هل تم إعطاء فرصة للحكومة وخلى بالك الحكومات أنواع منها انتقالية أو غير انتقالية فذلك غير مهم. هل تنتمى لأحزاب أم قوى سياسية تعمل ما تطلبه القوى السياسية وبالتالى ليست حكومة شعبية ويقولون ائتلافية ولا يكون هناك أداء فى شهرين هذا النوع من العبث السياسى ويجب أن يتوقف.
دولة القانون
• كيف ترى وضع رئيس الجمهورية إذا ما تم انتخابه قبل وضع الدستور ومدى الصلاحيات المنوطة به؟
** سيكون مثل مجلس الشعب الذى تم انتخابه بدون دستور وأتصور أنه يكون صاحب الأمر والنهى لأنه المنتخب الوحيد والقوى الرسمية وله مطلق الحرية. وأقول هى ديكتاتورية ولكن من نوع آخر. والرئيس الذى يأتى بدون دستور يصبح ديكتاتورا من نوع آخر. لا بد من الدستور لتعرف هل النظام برلمانى أم رئاسى أم مختلط؟ ونعرف أيضا النظام الاقتصادى لذلك لا بد من الدستور ويجب نرفع تعظيم سلام للقانون.
• ما هى المواد التى يجب أن تلغى من الدستور القادم أو يعاد صياغتها لصالح المجتمع المصرى؟
** كثيرة
• ما هى؟
** الدستور لأنه مجرد كلام ومن أجل أن يبقى مشروعا لا بد أن يرضى الشعب عنه. المواد يضعها الشعب ولا بد من تنفيذها ليس بالكلام ولكن بما هو مكتوب ومتفق عليه ويحقق رغبة الشعب وينفذ.
المواطنة وحقوق الإنسان
• وما المواد التى يركز عليها الدستور؟
**المواطنة الحقيقية وحقوق الإنسان بشرط أن تنفذ وليس مجرد كلام على الورق. إن الدستور ومواده أهم من وضع الدستور. ووضع النظام السياسى للدولة غير واضح فى الدستور الرئاسى، لا بد التأكيد على المواطنة وحقوق الإنسان وحريات الرأى والعقيدة والفكر.
• ومشروعية الدستور؟
**للدستور مشروعية بموافقة الشعب عليه وليس بالإستفتاء بنعم أو لا بل بمناقشته والإشتراك فى وضعه بعد ذلك والتنفيذ والرقابة على التنفيذ مسئولية الشعب الذى عليه أن يراقب تنفيذ الدستور وله الحق فى أن يرفع أمام المحكمة الدستورية أى قضية تمس الدستور وجدت مخالفة دستورية
• وهل حرية كسب الأرزاق هى جزء من الحريات؟
**حرية الكسب جزء من الحريات فلا احتكار أو تعطيش للسوق أو ارتفاع للأسعار بدون مبرر فإذا توافقنا على هذا فى أى دستور فأنا موافق عليه.
• وبالنسبة للموازنة العامة؟
**التعليم والصحة فى المقام الأول لأنهما استثمار وليس خدمة. ونظرة الحكومات السابقة كلها على أن الرعاية الصحية خدمة متبرعة بها للناس هذا خطأ كبير لأننا سنستثمر فى البشر والمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف. نحن نريد شعبا قويا وصحيا وبدنيا.
• والتعليم؟
**التعليم هو مصدر قوة استثمار. أننا نريد مدارس وليس عشوائيات. نريد أن يكون للعلم اشتياق لأن المعرفة حب وليست خدمة وعدم استقرار العملية التعليمية خطأ فى حق الطلاب والأسر. والتعليم ذاته يجب أن يتم تقييمه قبل أن يتم تعديله فإذا كان ناجحا فليستمر.
• كيف تنظر للمرحلة المقبلة بعد الثورة؟
**هناك أخطاء كثيرة نحاول أن نصلحها ونقف باستمرار فى طريق التنمية والتقدم فى حب مصر ومصلحة مصر وكل الأخطاء هى فورات وغضبة وانفرادية نتيجة للتراكمات القديمة وأملى كبير بكل الخير والتوفيق لمصر فى المرحلة المقبلة وأنا متفائل بكل الخير لمصر.
• ما أهم القضايا التى يجب أن نهتم بها فى الفترة القادمة؟
**أربع قضايا هى الأمن ثم الأمن ثم الأمن والأمن هو الأساس للتنمية ثم الاقتصاد والتنمية والتعليم والصحة فلا بد من رعاية صحة المواطنين وتكوين المؤسسات بالطرق السليمة لتكون قوية الأداء لتوم بالواجب من أجل مصر.
حزب النصر
وكان السؤال الأخير الذى اختتمت به هذا الحوار هو:
• فكرت فى انشاء حزب يسمى حزب النصر لماذا لم ير النور حتى الآن؟
**هو حزب النصر. وقانون الأحزاب يشترط 5 ألاف توكيل وهذا خطأ لأن أساس الأحزاب فكر وليس عددا أو من الأخطاء هناك 70،50 حزبا عمل سوق للتوكيلات ثم انتخابات مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية. أنا ضد هذا القانون لكننى أنفذه لأنى احترم القانون. وإن شاء الله أول يونيو سوف أتقدم لتأسيس هذا الحزب وبرنامجه جاهز.