كلمة د.حلمي الحديدي في : المهرجان التضامنى مع الأسرى الفلسطينين والعرب فى السجون الإسرائيلية
أيها الأخوة :
أعضاء المهرجان التضامنى مع الأسرى الفلسطينين والعرب فى السجون الإسرائيلية
بداية أتوجه بالشكر والإمتنان إلى المنظمة العربية لحقوق الإنسان وأمينها العام لهذه الدعوة الهامة فى هذا الوقت الهام الذى تمر به قضية الشعب الفلسطينى وعلى وجه الخصوص قضية الأسرى الذين يقبعون فى سجون الإحتلال النازى طبقاً لما إستمعنا إليه عن ظروفهم ومعاناتهم عبر الأثير الدولى ، لاسيما فى ظل
تواصل إضراباتهم المفتوحة عن الطعام إحتجاجاً على تردى أوضاعهم الإنسانية ولمواجهة السياسات العنصرية الظالمة التى تتناقض مع كافة شرائع ومواثيق حقوق الإنسان .
أيها الأخوة :
أن الأسرى يمثلون إرادة الحرية وإرادة الإنعتاق من براثن المحتل وقيوده وظلمه الذى طال ولايجوز أن ينكسر الأسير لأنه يمثل رمز العدالة الإنسانية ورمز الحرية والإستقلال الوطنى الفلسطينى ولقد جئت إليكم من مؤتمر ضم 120 دولة والذى نظمته وزارة الخارجية المصرية حيث وجهت الدعوة لى بوصفى رئيساً لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية وتحدثت إليهم عن هذه المنظمة التى لديها قضية سياسية واحدة هى قضية الشعب الفلسطينى ، تحدثت إليهم بعد أن إستمعت أيضاً فى لقاء خاص عن أن شعب إعتقل أكثر من مليون من أبناءه وبناته منذ عام 1967 ، تعرضوا فيها لسياسة الإنتقام الرسمية والتى إعتمد عليها رئيس وزراء إسرائيل الحالى عندما قرر فى يونيو 2011 مجموعة من الإجراءات ضد الأسرى رافقه سلسلة تشريعات عنصرية قررها الكنيست الإسرائيلى والتى تقضى بحرمان الأسير من الكثير من حقوقه وبذلك وضعت الحكومة الإسرائيلية الأسرى العُزل عنواناً لعدوان جديد وحرب لاأخلاقية تجرى على أرواحهم وأجسادهم .
* والسؤال الذى يخطر على بالى الآن ؟
إلى متى ستبقى دولة الإحتلال فوق القانون ، تعتقل الأطفال الصغار والشيوخ الكبار وتعذبهم وتنتزع منهم إعترافات بالقوة والتهديد وتزج أسرى فى زنازين عزل إنفرادى يقبع فيها رموز الأسرى كالأسير عباس السيد ومحمود عيسى وحسن سلامه وأحمد المغربي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات وابراهيم حامد وغيرهم.
وتعتقل النواب المنتخبين كالأسير الصامد مروان البرغوثي وحسن يوسف وجمال الطيراوي وعزيز الدويك
كما إنني أسأل العالم من خلالكم أيها الحضور الكريم كيف يقبل هذا العالم اعتداء الجنود الإسرائيلين المدججون بالسلاح والكلاب البوليسية زنازين الأسرى كما قتل الأسير محمد الأشقر في سجن النقب في عام 2007 بعد أن وصل عدد الشهداء من الأسرى إلى 204 شهيد سقطوا خلف قضبان السجون قتلا أو مرضا أو تعذيب دون مسألة أو ملاحقة قانونية .
من حقي أيها الأخوة ومن على هذا المنبر أن أسأل فقهاء القانون ومحبي السلام ومناصري حقوق الإنسان كيف لا تتحركون وتعملون شيئا لإنقاذ طفل يعذب بالصعقات الكهربائية والتحرش الجنسي أقول للعالم أن دولة إسرائيل تتجه لتصبح دولة أبارتهيد ودولة دينية متطرفة تستهر بكم وتضللكم إنها إسرائيل بممارساتها المتواصلة تشن حرب تطهير عرقي على الثقافة الإنسانية والعدالة الدولية.
لكل ذلك وغيره أيها الأخوة فإن تدويل قضية الأسرى يعتبر مطلبا جماهيريا استراتيجيا قانونيا وسياسيا وإنسانيا وأخلاقيا ولهذا فإنني أدعو اجتماعكم الموقر إلى ما يلي:-
1- تحرك عاجل وسريع لإنقاذ حياة الأسرى المضربين عن الطعام والذين يتهددهم خطر الموت الآن في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وممارسة الضغط على حكومة إسرائيل للاستجابة لمطالبهم العادلة والمشروعة وتحميلها المسؤولية عن ممارساتها اللإنسانية التي قادت إلى هذه الأوضاع الكارثية والمأساوية متمنيا أن يصدر بيان خاص عن اجتماعكم حول ذلك .
2- الدعوة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية وتحت رعاية الأمم المتحدة للتحقيق في الأوضاع التي يعيشها الأسرى وما يتعرضون له من انتهاكات مخالفة للقوانين الدولية.
3- دعم التوجه الفلسطيني والعربي بوضع قضية الأسرى على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار باستصدار فتوى قانونية من محكمة لاهاي الدولية حول المركز القانوني للأسرى بصفتهم أسرى حرب وفق اتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة وتحديد الالتزامات القانونية الناشئة على عاتق المحتل الإسرائيلي بشأنهم ودور والتزامات المجتمع الدولي لمواجهة الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية لحقوق المعتقلين وفق قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
4- إطلاق حملة قانونية وإنسانية وتشكيل ائتلاف دولي لوقف سياسة الاعتقال الإداري التعسفية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا.
وأختتم بما قاله السيد اليسوع عليه السلام " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، فنحن شعب لا نريد سوى الحرية والكرامة.