أنشطة و موضوعات

أنشطة و موضوعات

نظرة مستقبلية لآفاق التعاون بين الصين ومصر وأفريقيا

كلمة الأستاذ الدكتور حلمى الحديــدى
رئيس اللجنة المصرية للتضامن
رئيس منظمة تضامن شعوب آسيا وافريقيا
******

السادة :

فى مستهل حديثى أود أن أتقدم بالشكر العميق لحكومة وشعب الصين العظيم لعقدهم هذا المنتدى والذى يعبر عن إهتمام كبير بشئون أفريقيا دولا وشعوبا وقارة أصابها الاستعمار فى الماضى فى مقدراتها وثرواتها وحتى فى حرياتها وقيمة البشر الذين يعيشون على أرضها والذى يؤكد اهمية رفع الظلم التاريخى الواقع على الدول الافريقية فيما يتعلق بتمثيلها فى المنظمات الدولية وخاصة مجلس الأمن وباقى أجهزة الأمم المتحدة ، وضرورة اخذ الموقف الافريقى فى الاعتبار بشان حصول افريقيا على مقعدين دائمين يتمتعان بحق الفيتو فى مجلس الأمن الموسع فى إطار عملية إصلاح الأمم المتحدة . وتعرب مصر عن تقديرها للصين لدعمها المستمر للمطالب الأفريقية بخصوص التمثيل العادل لأفريقيا فى المحافل الدولية .
ولابد وأن أشكر القائمين على الإعداد لهذه الندوة وأقدر الجهد العميق الذى بذلوه فى سبيل إنجاحها وإخراجها فى هذه الصورة الرائعة الكريمة .
كما أشيد بجهود كل من السكرتارية الصينية والسفراء الأفارقة فى بكين لدفع مسيرة تطور هذا المنتدى ، مع الإشارة إلى اهمية مواصلة الحوار وزيادة التفاهم المتبادل وتجنب نقاط الخلاف من اجل التوصل إلى التوافق المطلوب فى الموضوعات الخلافية لدفع مسيرة تطور المنتدى الصينى الأفريقى الذى يسهم فى تحقيق المنفعة المتبادلة والرفاهية لكل من الشعب الصينى والشعوب الأفريقية ، وتعميق التعاون بين الجانبين .

السادة :

استأذنكم فى أن أعود بذاكرتكم إلى عام 1955 والذى أسميه عام باندونج ونحن فى مصر نذكر قفزتنا التاريخية بعد هذا المؤتمر ونذكر فى مصر كيف كان رئيس الوزراء الصينى شوإن لاى همزة الاتصال بالعالم الاشتراكى لإمدادنا بالسلاح والعتاد . وفى أعقاب باندونج أيضا ولدت حركة عدم الانحياز بين الدول النامية وولدت شقيقتها منظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا وكانت الصين ومصر عضوين فاعلين فى كليهما إلى أن نشأت أسباب توقفت الصين على إثرها عن مساندة منظمة التضامن الآسيوية الأفريقية . وإننى آمل أن تكون هذه الندوة بداية جديدة لتعاون مثمر بين الصين والمنظمة فى الآن وفى المستقبل .
كما تذكر مصر موقف الصين بعد أن تعرضت بلادنا لنكسة فى 1967 ثم عقب حرب 1973 وتقدر مصر دائما تفهم الصين لنشاط الحركة الصهيونية العالمية التى تقف مع إسرائيل لكسب دول العالم لصالح السياسات العدوانية ( قضية فلسطين وأبعادها الدولية ) وخاصة فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة .
كما تقدر مصر موقف الصين باختيار مصر لاجتماعات منتدى الشراكة للتعاون الأفريقيى / الصينى ( شرم الشيخ 2009 ) بعد أقامة المنتدى عام 2000 ونجاح فكرته بما تم من مواصلة الحوار مع أفريقيا فى داكار 2010 ونيروبى 2011 . ذلك أن الشراكة مبدأ هام خاصة فى أجواء التصارع الدولى حول الشرق الأوسط بشكل خاص وفى أنحاء أفريقيا بوجه عام .

السادة :

قامت فى مصر فى الخامس والعشرين من يناير 2011 ثورة شعبية سلمية بيضاء أدت إلى بداية تحول ديمقراطى أسفرت عن انتخاب أول رئيس مدنى بإرادة شعبية وانتخابات حرة نزيهة ويهمنى أن أذكر أننا نتطلع إلى علاقات أقوى وأعمق بين مصر والصين واستثمارات ومشاركة أكبر فى مشاريع التنمية والتدريب ونقل التكنولوجيا المناسبة ومزيد من العلاقات الثقافية والسياحية فى عهدنا الجديد ذلك لأن ما يربطنا تاريخ قوى طويل وعلاقة متميزة وصداقة وطيدة .

السادة :

ونحن فى منظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية ننظر باهتمام بالغ وتقدير عظيم للاهتمام الصينى بأفريقيا وحجم التبادل التجارى والمشروعات التى أقيمت فى كثير من بلدان القارة الأفريقية وكذلك حجم الاستثمارات الصينية المتزايدة على مدى ما يزيد على عقدين من الزمان .
وفى هذا الإطار نشير إلى تطلعنا إلى دور أكبر للمنتدى الصينى الأفريقى فى بناء شراكة استراتيجية بين الصين والدول الأفريقية على اساس المساواة والثقة والاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادى القائم على المنفعة المتبادلة ، فى مواجهة التحديات المتزايدة التى باتت تفرضها التطورات المتسارعة على الساحة العالمية .

السادة :

لا يمكن أن أنهى كلمتى إليكم دون أن أوجه رسالة إلى الأشقاء فى الصين حالما بمستقبل أفضل للصين وأفريقيا آملا فى تقبل الرسالة ليس من قبيل النقد ولكن من قبيل الأمل فى أصدقاء والرغبة من أشقاء إلى أشقاء

أولا :

اتمنى أن يزيد حجم الاستثمارات الصينية فى أفريقيا شريطه أن تأخذ فى الاعتبار

1 ـ إشراك اكثر من دولة أفريقية فى رأس مال المشروع الواحد تمهيدا لوحدة اقتصادية نرجوها جميعا لإفريقيا .
2 ـ أن يلاحظ المشروع حقوق العاملين كاملة فى تجمع سكنى ورعاية طبية ومدرسية لتعليم أبناءهم ومركز حضارى لتثقيفهم هم وأسرهم .
3 ـ أن تراعى حالة البيئة المحيطة بالمشروع وألا يساء لها بأى صورة من الصور .
4 ـ أن تخصص نسبة من أرباح المشروع لينفق فيها لرفع المستوى الاجتماعى والثقافى للمنطقة المحيطة أو الولاية التابعة لها المشروع .
5 ـ نؤكد أيضا فى هذا الإطار ، ضرورة البناء أيضا على النقاط الثمانية التى اقترحها السيد رئيس الوزراء الصينى على هامش المؤتمر الوزارى الرابع بشرم الشيخ ، والتى تتضمن مجالات الطاقة النظيفة والبيئة وتغيير المناخ ، والتعاون العلمى والتكنولوجى والبحث العلمى ، والتعاون الزراعى ، والثقافى ، والتعليمى .

 

ثانيـا :

فى موضوع التبادل التجارى

آمل أن يزداد حجم التجارة بين الصين وأفريقيا شريطة أن :

1 ـ لا تكون الصادرات من أفريقيا معظمها مواد خام بل يجب إخضاعها لتصنيع جزئى أو كلى لزيادة القيمة المضافة بذلك يزيد العائد منها على دول أفريقيا
2 ـ أن لا تكون الواردات إلى أفريقيا فى أغلبها سلعا إستهلاكية رخيصة وأن تكون فى حدود التقنية النقية وكذلك الآلات الزراعية ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات .
3 ـ أن يتحقق التوازن المطلوب فى الميزان التجارى بين الصين ودول القارة

ثالثـا :

أن يأخذ التدريب والتأهيل والتعليم والرعاية الصحية حجما أكبر مما هو عليه الآن .

 

رابعا :

تعرب المنظمة عن قلقها إزاء التداعيات السلبية للأزمة المالية العالمية على الدول النامية ، والتى أضافت المزيد من الأعباء على كاهل هذه الدول ، وفى هذا الصدد ندعو المجتمع الدولى إلى إعلاء المزيد من الاهتمام من أجل تخفيض حدة الأثر السلبى للأزمة المالية العالمية على الدول النامية لاسيما الدول الأفريقية ، فضلا عن تطبيق تدابير فعالة بهدف الوفاء بإلتزاماتها بشأن المعونة والتخفيف من وطأة الديون وتعزيز الاستثمارات ومساعدة الدول النامية فى تعزيز النمو الاقتصادى من أجل تحقيق التنمية المستدامة .

 

السادة :

فى عام 2007 ، ذكر السفير الصينى فى جنوب أفريقيا للأفارقة :
" أحضر زهنج معه للأماكن التى زارها فى افريقيا الشاى ، والمصنوعات الخزفية ، والحرير ، والتكنولوجيا ، لم يستعمر بوصة أرض أجنبية واحدة ، ولم يأخذ عبدا واحدا . ما أحضره إلى العالم الخارجى كان هو السلام والحضارة . ويعكس هذا بالكامل النوايا الطيبة للصينيين القدماء لتقوية التبادلات والروابط بين البلدان وشعوبها . ضربت هذه الثقافة المحبة للسلام بجذورها عميقا فى عقول وقلوب جميع أجيال الشعب الصينى " .

 

السادة :

ختاما أعتقد أن الصين فى تعاملها مع أفريقيا لن تنسى أن أفريقيا قارة بازغة تبحث عن مكانتها بين قارات العالم وأن الصين فى تعاملها مع الأفارقة لن تنسى أنهم بشر لهم كل حقوق البشر وطموحاتهم ورغبتهم فى مستقبل أزهى وحياة قادمة أفضل ولن ينسى الأفارقة فضل من يعاونهم ولن ينكروا الجميل .

 

أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله