أنشطة و موضوعات

أنشطة و موضوعات

ندوة: مصر إلى أين؟

عقدت كلية طب القصر العينى بالإشتراك مع اللجنة المصرية للتضامن

برئاسة الدكتور حلمى الحديدى

ندوة تحت عنوان "مصر إلى أين ؟"

وذلك يوم الأحد الموافق 18/12/2011

 


وقد تحدث فى الندوة كلا من :

1- السيد/ عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقا

2- أ. د/ حسن نافعه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة

3- أ/ حلمى شعراوى مدير المركز العربى للبحوث الأفريقية

4- أ/ عبد القادر شهيب كاتب وصحفى

5- أ/ نبيل زكى كاتب وصحفى وعضو اللجنة المصرية للتضامن

6- د/ حلمى الحديدى أستاذ جراحة العظام بالقصر العينى ورئيس اللجنة المصرية للتضامن

 

تضمنت كلمة السيد / عمرو موسى مايلى :

مصر كما يعلم كل المصريين أصيبت بخلل كبير فى مختلف ملفاتها وفى سياستها وأحس الكل بذلك خصوصا فى السنوات الأخيرة ، خلل فى شئون المجتمع والتعليم والصحة والسكان والقرية والزراعة والبيئة والطاقة .

والسؤال هنا كيف نعيد بناء مصر ؟ وماهى التكاليف ؟ وهل لدينا القدرة البشرية على مواجهة ذلك ؟ وهنا يأتى الأمل والشعور بالمسئولية .

أعتقد أن الهدف يجب أن يكون محدداً وهو إعادة بناء مصر ومن هنا يأتى الأمل فيجب أن يكون جدول الأعمال وبنوده الرئيسية فى إعادة البناء واضحا ( ديمقرطية – إصلاح – تنمية ) .

الديمقراطية تعنى مبادئ كثيرة تعنى إستقلال القضاء تعنى حقوق وإلتزامات تعنى إحترام حقوق الإنسان أما الإصلاح يكون بعرض كل هذه الملفات التى أصيبت بخلل وأصبحت مؤشراتها سلبية وبالنسبة للتنمية أمامنا الكثير لكن يجب أن يكون بناء على خطة وليس كما فى السابق .

نرى الآن فوضى كبيرة وإنفلات أمنى وهنا يتبين أن إدارة الأزمات لم تكن على مايرام ويحتاج الأمر أن نضبط الأمور أكثر وأن يكون هناك مجلس مدنى إستشارى من شأنه أن يدرس ويتم التشاور معه فى كيفية إدارة الأزمات ليكون هناك تواصل بين القوى السياسية والمجلس العسكرى .

هناك صدام بين المصريين نحن غير قادرين على حل هذه المشاكل وإذا إستمر الحال بهذا الشكل سوف نقع فى مطبات كثيرة فعلينا أن نحكم العقل فلاداعى لإستخدام العنف ضد المتظاهرين أو المعتصمين السلميين وعلى الجميع عدم المساس بالمنشآت العامة أو منشآت المواطنيين وتحكيم العقل من الجانبين وإعلاء مصلحة مصر .

وأود أن أعرب عن الأسف الشديد لتدمير المجمع العلمى المصرى وكل المنشآت التى طالها التخريب والفوضى وقد طلب المجلس الإستشارى أمس من المجلس العسكرى تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذه الأحداث وتقديم المسئولين عنها للمحاكمة حتى لاتتكرر مرة أخرى وهل المعلومات التى تقال صحيحة عن تدخلات خارجية ولماذا إنفجرت الأوضاع بهذا الشكل؟ وهو ما وافق عليه المجلس العسكرى .

لانريد للفوضى أن تدب فى البلد ولايجوز أن نقول للمجلس العسكرى أن يرحل ويسلم السلطة الآن فقد تم الإتفاق منذ 3 اسابيع على جدول زمنى لتسليم الحكم إلى سلطة منتخبة على أن يكون رئيس الجمهورية فى مكتبه فى أول يوليو 2012 .

المشكلة الآن هى المرحلة الإنتقالية فيجب أن نمكن الوزارة الجديدة لإصلاح الوضع الأمنى والإقتصادى يلى ذلك المرحلة الإنتخابية للرئاسة وصياغة الدستور.

بالنسبة لنتائج الإنتخابات البرلمانية وهو مابدأنا نلمسه حاليا حيث تم الإنتهاء من المرحلة الأولى من إنتخابات مجلس الشعب وننتظر حاليا جولة الإعادة من المرحلة الثانية وطالما إخترنا الديمقراطية يجب أن نقبل بنتائج الإنتخابات أيا كانت فقد حصل الإسلاميون على نسبة عالية من الأصوات .

كما يجب أن نعلم تماما أن إعادة بناء مصر يتطلب توافق الأراء بين أهل مصر وأن يكون هناك تفاعل وطنى وإقليمى ودولى معين وأود أن أنقل لكم تفاؤلى بالنسبة لمستقبل مصر فنحن كمن سوف يتسلق جبل لنضع مصر مرة أخرى فوق القمة .

*** *** ***

تضمنت كلمة أ . د / حسن نافعه مايلى :

أود أن أتوقف لأقدم تحليل مبسط يعكس رؤيتى لما يحدث فى مصر فى عدد من النقاط الأساسية :

1. يجب أن نتفق جميعا أن الثورة فى مصر كانت ثورة حتمية

2. الشباب كان طليعة هذه الثورة ومفجرها خصوصا الشباب الغير منتمى للأحزاب السياسية ولولا مساندته لما نجحت هذه الثورة فلايوجد أحد يدعى إنه صاحب هذه الثورة .

3. الجيش المصرى وهو مؤسسة وطنية لعبت دورا مهما فى حماية الثورة وإجبار الرئيس السابق والضغط عليه أن يرحل .

لدينا 3 قوى رئيسية لتفاعلات المرحلة الإنتقالية فكل قوه تتصرف وكأنها هى التى لديها مشروع وحيد للمستقبل :

1. القوات المسلحة تدرك أن لديها القوة الحقيقية والمشكلة أن البعض يتصور إنها تفرض رؤيتها على المجتمع فهذا تصور خاطئ لأن الشعب يريد نظام ديمقراطى حقيقى

2. التيار الإسلامى فالإنتخابات أظهرت أن هذه القوى هى القوى الرئيسية فى الشارع المصرى فنحن أمام برلمان ربما يصل الأغلبية فيه إلى الثلثين للتيار الإسلامى وعلى التيار الإسلامى أن يدرك أنه لايستطيع وحده أن يصنع مستقبل مصر .

3. التيار الليبرالى والقومى واليسارى هذه التيارات لم تتح لها الفرصة لأن تعبر عن نفسها لكنها مشتتة لاتملك رؤى واحدة .

وعلى الكل أن يدرك أننا بصدد نظام جديد لابد أن يتسع للجميع ويجب ان تشارك فيه جميع القوى السياسية بمختلف أشكالها كما أن الدستور ليس رؤية إيدلوجية فهو تعبير عن نظام سياسى لايجوز ان تكتمه سلطة كمجلس الشعب أو ممثلين عن مجلس الشعب .

*** *** ***

تضمنت كلمة أ / حلمى شعراوى ما يلى :

فى العشر سنوات الأخيرة لاحظنا عدم تحرك النظام نتيجة لرغبة النظام الذى كان قائما فى التوريث مامعنى أن نظام سياسى يلتزم الصمت ؟

مثلا فى قضية فلسطين نحن نقدس إتفاقية كامب ديفيد وعندما يأتى الدكتور نبيل العربى ويقول تصريح تقوم الدنيا ولاتقعد كذلك نرى الصمت ايضا فى قضية العراق والسودان .

الدول الافريقية عملت كتل متحركة فمصر التى بنت كتلة عدم الإنحياز والتجارة والتنمية وإتحاد الكتاب .

البلاد المحترمة والنظم السياسية المحترمة تسعى للإحترام لذلك مهما كان النظام لابد أن نناقش ماهو البرنامج السياسى فيجب مناقشة البرامج السياسية للمرشحين المحتملين للرئاسة .

يحدث الآن نوع من الأوهام فى ثقافتنا وردود أفعالنا فلابد أن نفهم أن القوى السياسية لابد أن تكمل حسابها كما اريد أن أسس فكرة أن مصر أجبرت على هذا الصمت فالثورة مطلوب منها تحرك بديل للتحالف مع القوى وللتحرك من أجل بناء مصر ولتبادل مصالحنا .

التيار الإسلامى الذى يزحف إلى السلطة يجب أن يراجع نفسه لابد ان يعرف أن مصر ذات مكانة فى العالم ولابد أن يعيد النظر فى الرأسمالية الإسلامية التى يود بناءها وفى هذه التبعية المطلقة .

وأود أن أذكر بأن الصمت هو الذى دمر علاقات مصر مع العالم الخارجى وأن مصر أجبرت على الصمت عندما سعى السادات لكى يصبح الشرطى بدلا من إيران .

*** *** ***

تضمنت كلمة أ / عبد القادر شهيب مايلى :

لماذا نطرح هذا السؤال مصر إلى أين ؟

معناه شئ من الأثنين الأول إننا لا ندرك الأجابة أو إننا متشككين فى الإجابة وكلا الأمرين يدعو للقلق والإنزعاج أعتقد أن السؤال مطروح لأننا فى خلط بين المدى المنظور والمدى الغير منظور .

فعلى المدى القصير ينتظرنا فوضى سياسية وأمنية وأزمات إقتصادية حادة وتوتر دينى وعلى المدى البعيد ينتظرنا ديمقراطية حقيقية وإزدهار إقتصادى فعلى وعدالة إجتماعية ننتظرها منذ فترات طويلة ونفتقدها بشدة .

الآن نمر بمرحلة إنتقالية بشكل صعب فندخل من خطوة لأخرى بصعوبة بالغة تولد إنقسامات وصراعات وبعد المرحلة الإنتقالية النتيجة التى سوف تتمخض عنها الإنتخابات البرلمانية فهناك قوى سياسية معينة سيكون لها القوة والسيطرة على السلطة .

الأخوان والسلفيون سوف يكون لهم تأثير على السلطة التى سوف تتشكل فيما بعد ، هم لديهم أفكار ورؤى تحتم حدوث صدام مع الأفكار والرؤى الأخرى وسيكون أبرز الصراعات عن ماهية الدستور القادم والمتوقع ان نتعرض لمزيد من الإنقسامات ومزيد من الخلافات حول صياغة هذا الدستور الجديد حتى بعد أن نجتاز معركة صياغة الدستور الجديد أمامنا مشاكل هائلة حقيقية متوقع من السلطة الجديدة أن تحلها .

نلاحظ عندما نرى البرامج المطروحة من الأحزاب السياسية كحزب الحرية والعدالة أو حزب النور لانرى حلولا للمشاكل التى يعانى منها الشعب .

على المدى البعيد أعتقد إنه ينتظرنا ما يدعو للتفاءل ، ديمقراطية حقيقية وعدالة إجتماعية وإزدهار إقتصادى لأن هناك مجموعة من الأشياء لا يمكن تجاهلها :

1. أن هذا الشعب جرب بالفعل الإنتفاضة والثورة على السلطة فلايقبل أى سلطة أن تخضعه ولايمنح أى سلطة فترة سماح طويلة كما حدث على مدى 30 عاما فاى سلطة قادمة لاتستطيع أن تحل المشاكل الإقتصادية الحقيقية للمواطنين لن يسكت عليها أحد .

2. لدى الشعب تكونت مايسمى بالطليعة الثورية هذه الطليعة لايبدو أنها مستعدة أن تضع سلاحها على جنب وأن تترك مجتمعها بدون تحقيق الأهداف هذه الطليعة سوف تظل قادرة أن تحرك القطاعات الأكبر من الشعب طالما أن هناك حالة من الوعى أصبحت موجودة والمقصود بهذا إننا لن نخفق فى تحقيق الديمقراطية والإزدهار الإقتصادى والعدالة التى ننشدها والذى يهمنى الآن هو الأخطاء التى وقع فيها الثوريون فهم يحتاجون لمراجعة أنفسهم .

*** *** ***

تضمنت كلمة أ / نبيل زكى ما يلى :

العالم كله يتطلع لمصر وخاصة العالم العربى لأنه إذا إنتصرت الثورة المصرية ستنتصر الثورات العربية والعكس صحيح ففى الفترة الماضية غرق المصريون وغرقت وسائل الإعلام فى أحداث الماضى الهامشية .

غابت الرؤية المستقبلية ومن هنا تدور أسئلة كثيرة ، كيف ستحكم مصر ؟ هل سيعود نظام الحزب الواحد ؟ هل رئيس الجمهورية سيؤسس حزب خارجى للمصالح الخاصة ؟ هل أخطأ شباب الثورة ؟

القضية الرئيسية كيف نضمن عدم عودة الطغيان وكيف يكون لدينا دستور ديمقراطى يعتمد على دولة القانون ومبدأ المواطنة ولاتمييز بين مصرى وآخر.

نحن فى حاجة لنظام سياسى جديد الآن نحن فى حاجة للتوافق لاجدال ولاخلاف ولامناقشة على رفض أى عنف والإعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة لانفضل الإعتصام بالقتل بل بالتفاهم والحوار نحن مع التظاهر السلمى والإعتصام السلمى لكن مع الأسف العقلية الأمنية لازالت كما هى لم تتغير ولاحل إلا بلجنة تحقيق مستقلة تتولى كشف كل مايتم التعتيم عليه مثلما ذكر السيد عمرو موسى لمعرفة الحقائق كاملة دون تورية .

*** *** ***

تضمنت كلمة الدكتور حلمى الحديدى مايلى :

لازلت أتمنى أن أعرف وسط هذا الضباب الشديد الذى نعيشه الإجابة على السؤال " مصر إلى أين ؟ "

سألت شخصاً من أصدقائى فأجاب إلى المجهول وآخر أجابنى إلى حيث يريد أبناؤها .

فى المرحلة الإنتقالية أرتكبنا خطأ لو خطأ والأخطاء المتتالية لايمكن أن ينتج منها صواب فكان لابد من الدستور أولا أن يكتمل وأن تؤجل الإنتخابات حتى يتم بلورة الفكر المصرى لكن لم يحدث هذا وطالما لم نبدأ بالدستور أولا فالقادم سيكون خطأ .

لابد أن نفكر بجدية فى أن يتولى أمر هذه الأمة سلطة مدنية توافقية تعبر تماما عن كل طوائف الشعب المصرى وكل إتجاهاته ولاأوافق أن يستأثر فصيل دون الآخر بوضع الدستور القادم فالدستور تخضع له كل المؤسسات وليس الدستور الذى يخضع لأى أغلبية مهما كان لتضعه كيفما شاءت ليحكم أمة فنحن بلد الآن ليس فيها دستور أو رئيس أو حتى حكومة .

يوجد أمامنا الآن 3 مشاكل رئيسية كبيرة :

1. مشكلة الأمن وأكرر الأمن وأكرر الأمن فلاتنمية ولاأمان ولانمو بدون أمن وأى وطن لايشعر فيه الإنسان بالأمن على نفسه وماله وأهله لايكون وطنا .

2. مشكلة تنمية المجتمع وإقتصادياته والمطلوب إنقاذ الوضع الإقتصادى .

3. توفير أساسيات الحياة للمواطن وهى ضرورية وأتمنى ألا نفكر فى مشروعات كبيرة نود تلبية حاجة المواطن الأساسية الآن .

الأحداث التى تحدث الآن والفوضى كلها ناتجة عن عدم التواصل بين الحاكم والمحكوم وبين المسئول والشعب لاأحد يحاول توعية الشعب،وماهو الوضع الحقيقى والمستقبلى ؟

وهذا التعالى جزء من النظام السابق وهو غير مقبول بعد الثورة والتى أخشى عليها من أبناءها الذين قاموا بها وساعد الوضع الحالى على شرذمة الوضع وهناك أكثر من 70 إئتلاف وإذا تم سؤالهم عن إختلافهم لايعرفون ولن تنقذ الأمور إلا إذا عرضنا المشاكل الحقيقية وتواصلنا مع أبناءنا وشعبنا .