مؤتمرات وندوات

كلمة المحامى عمر زين

• طباعة
• البريد الإلكتروني

كلمة المحامى عمر زين
الأمين العام لاتحاد المحامين العرب
فى اللقاء حول:
"تفعيل التحركات القانونية على المستوى الدولى
من أجل تمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة
حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف"
مقر الاتحاد – القاهرة
يوم الإثنين 4 مارس 2013

 تحية الحق والعروبة..

نلتقى اليوم مع هذه القامات المناضلة من أجل القضية الفلسطينية التى تقتضى أن تكون دائما بوصلة تحركاتنا، بل بوصلة تحركات الأمة العربية، باعتبارها القضية المركزية ولا تتقدم عليها أية قضية.

إن "تفعيل التحركات القانونية على المستوى الدولى من أجل تمكين الشعب الفلسطينى من ممارسة حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف" هو موضوع حلقتنا اليوم، التى سوف تناقش حالة القضية على ضوء صفة الدولة العضو المراقب بالأمم والأعمال التى يمكن ممارستها لصالحها، مع تحديد المطلوب فلسطينيا باعتبار أن الأخوة الفلسطينيين هم فى مقدمة صفوف الأمة، فالمصالحة ملحة وواجب وطنى وقومى بين القوى الفلسطينية، حيث أن العدو لا يفرق بين فتحاوى وحمساوى، وبين جبهة شعبية وديمقراطية، وتحرير عربية وجهاد وغيرها، فالمصالحة التى ننشدها هى الطريق نحو الحل، والحل لا يكون إلا بالمقاومة والإلتفاف حولها، والمقصود هنا المقاومة بكل أشكالها وضد كل الثقافات السائدة التى أدت بنا إلى ما نحن عليه، من تقهقر، وتشتت وقتل، وعنف، وتخلف، وتخوين وتكفير ومذهبية وطائفية وقبلية وعشائرية وعدم احترام حقوق الإنسان والرأى والرأى الآخر، وكذلك المطلوب عربيا أيضا أن نحدد العمل على المستويين :
الأول: الرسمى على الرغم من أنه لا حول له ولا قوة وبإرادة منه،

والمستوى الثانى: هو العمل الشعبى العربى الذى أصبح بشكل أو بآخر بعيدا بل غريبا عن القضية، قياسا على ما يكتبه ويفعله بعض القوى الحية فى العالم من أجلها.

أما المطلوب تحديده إسلاميا فواجبنا أن نتواصل مع كل الشعوب الإسلامية ومنظماتها لنرتفع بالقضية عندها من مجرد سماع خبر هذا إذا حصل، إلى فعل حقيقى تدعمه الإمكانيات الضخمة المتوفرة لديها وهذا يبدو تقصيرنا الكبير، والأمر ذاته مطلوب مع شعوب الدول الصديقة خاصة وأن تحرير واسترداد بيت المقدس والأقصى بل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى هو أمر إنسانى وحق قانونى لا يمكنها إلا أن تكون إلى جانبنا.

والمطلوب أيضا إنسانيا العمل على أن تضع منظمات حقوق الإنسان فى العالم على أجندتها معاناة شعب فلسطين من جرائم الحرب والإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

والجدير القوى هنا أن مؤسسات ومنظمات وأفراد من المتعاطين بالشأن القانونى حاولت جاهدة القيام بدور تجاه تلك الجرائم واستمرارها وبإمكانيات محدودة جدا لم تصل إلى نتائج بحجم تلك الجرائم والأمر يتطلب منا وبخاصة من اتحاد المحامين العرب والمنظمات الحقوقية العربية ما يلى:

أولا: إقامة لقاء عام وشامل فى مقر اتحاد المحامين العرب لجميع المبادرات التى قامت ومازالت بشأن المراجعات القانونية سواء تلك العاملة بالتوثيق أو تلك القائمة بالمراجعات القضائية، كى يصار إلى تدوينها وتفعيلها بعد الإستماع إلى القائمين بها والنتائج، ووضع برنامج عمل يتضمن مهمات ومسئوليات كل جهة من المؤسسات والمنظمات الحقوقية ومكاتب المحامين العربية والأجنبية لتحديد ما يمكن أن يصار إلى إنجازه اليوم وغدا كى يحاصر العدو الصهيونى وذلك بالقرارات والأحكام التى يمكن أن تصدر بإجراءات قضائية فاعلة تمنع حركته العالمية وتنزل به أشد العقوبات.

ثانيا: لا بد من المطالبة فورا بإنشاء لجنة دولية لتقصى الحقائق للكشف عن كافة ما تم إرتكابه من جرائم قام بها العدو الصهيونى من المخططين ومصدرى الأوامر والفاعلين والمشاركين والمتدخلين، وعما وقع من أضرار والقيام بجمع الأدلة التى يخشى زوالها بمضى الوقت خاصة أن العديد من الأدلة كتلك المتعلقة بالطب الشرعى أو بالضحايا المصابين على سبيل المثال معرضة للزوال ولا تحتمل الإنتظار فى كل البلاد العربية التى طالتها العمليات العسكرية الصهيونية فى فلسطين وسوريا ولبنان وليبيا والسودان والعراق وغيراها.

ثالثا: الإعداد لحملات إعلامية عالمية تقوم بالكشف بأسلوب علمى وعصرى عن بشاعة الجرائم المرتكبة والإشارة إلى مخالفتها لكل القيم الإنسانية للحياة البشرية ولكل المواثيق والمعاهدات الدولية التى يقتضى أن لا تبقى حبرا على ورق بدون أى احترام أو تنفيذ.

رابعا: وضع برنامج تمويل يمكن معه تنفيذ ما تقدم، وهنا بيت القصيد كى ينطلق العمل.

وفى الختام..
نرجو لهذه الحلقة النجاح، وقد حان الوقت للإنطلاق بهذا الملف نظريا وعمليا من جانب القيادة الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية العربية والدولية بشكل أصولى محترف، نؤدى من خلاله الرسالة الحقوقية والإنسانية والقومية التى نحملها ومنعا للتعثر بسبب التشتت أو الضياع، حيث أن الملفات تضيع فتضيع معها القضايا والعدو مسرور جدا لسلوكنا هذا، ومن رغباته أيضا بقاؤنا فى إطار النظريات والإعلام وآن الأوان أن ننهض بدورنا الطبيعى.