رسالة الدكتور الحديدى
للمؤتمر العام الـ 55 لليابان
الأصدقاء الأعزاء
باسم منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية صاحبة الدور المهم من أجل أن يحظى عالمنا بالسلام والأمان وأن يظفرالإنسان في كل مكان فيه بكل وكامل حقوقه الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، أتحدث إليكم وكلمتى لكم فى اجتماعكم المهم هذا هى دعوة لنا جميعا للتعاون معا من أجل إنقاذ عالمنا من مخاطر ضخمة وخطيرة تهدد أمنه وسلامه واستقراره وحياة الإنسان فى كل بلاده ، سواء المتقدم منها أو النامى،
فإن عالمنا يهدده الآن إرهاب مازال يقوم بضرباته هنا وهناك ، رغم كل جهود محاربته والتى اقتضت تشكيل تحالف دولى لتوحيد قوى العالم للقضاء عليه والتخلص منه،لأن تنظيمات الاٍرهاب مابرحت تلقى الدعم والمساندة والرعاية، خاصة الدعم المالى وتوفير الملاذ الأمن من بعض الدول التى تستخدم الإرهابيين خارج أراضيها لتحقيق بعض المصالح الخاصة بها، ولعل ذلك هو ما تشهده بعض دول منطقة الشرق الأوسط ، وفى مقدمتها ليبيا التى نكبت بالمرتزقة الأجانب الذين نظمت إحدى الدول إرسالهم إلى الأراضى الليبية تحت بصر العالم ، ودون أى تحرك من الدول الكبرى لمنع ذلك ، أو لإخراج هؤلاء المرتزقة منها ، حتى تتمكن من إجراء انتخاباتها واختيار قيادتها الجديدة . ولذلك فإن عالمنا يحتاج الآن أن نرفع أصواتنا معا عالية من أجل وقف الدعم والمساندة لتنظيمات وجماعات الاٍرهاب فى العالم التى يخشى أن تنشط مجددا بعد ما شهدته أفغانستان مؤخرا من تطورات سياسية وعسكرية .. فلن يسلم عالمنا من الإرهاب مالم يتوقف دعمه بالمال والسلاح والملاذ الأمن للإرهابيين .
كما أن عالمنا يهدده أيضا خطر التغيرات البيئية الكبيرة والتى لم يقتصر أثارها على مجرد تغير المناخ فى أرجاءه فقط وإنما امتدت هذه الأثار لتشمل أيضا تعرض البشر فى أنحاء مختلفة لكوارث بيئية متنوعة تهدد حياتهم ، ولإنخفاض حاد فى المنتجات الزراعية والغذائية، وحدوث نقض فيها ، فى وقت يعانى فيه ملايين من البشر من الجوع ونقص الغذاء، وزاد عددهم مؤخرا بسبب جائحة كورونا .. إن عالمنا للأسف الشديد مقبل على أزمة غذاء جديدة سوف تؤدى بحياة الملايين من البشر فى عالمنا.. ومالم تتعاون دول العالم بشكل جاد وفاعل لمواجهة هذا الخطر البيئى سوف تكون النتائج وخيمة وقاسية على عالمنا .. وهاهى نذر هذا الخطر تبدأ فى النقص الذى بدأ العالم يشهده هذا العام فى المنتجات الزراعية وفىمقدمتها القمح ، وهو ما أدى الى رفع أسعارها وتكبد الكثير من الأعباء المالية ، وكانت هذه الدول لا يكفيها ما تتحمله الآن من أعباء مالية إضافية نتيجة الإرتفاع فى أسعار الوقود الناجمة عن ارتفاع الأسعار العالمية للبترول.
ويرتبط بذلك الخطر بخطر آخر يتمثل فى بوادر حرب تجارية تهدد عالمنا الآن بسبب زيادة حدة الصراع الإقتصادى بين الولايات المتحدة والصين والتى تستخدم فيها أسلحة اقتصادية وسياسية أيضا .. وهذه الحرب ستكون عواقبها بالتأكيد وخيمة على عالمنا كله وليس على طرفيها فقط ، لأنها ستكون بين صاحبى أقوى اقتصاديين فى العالم .. ولعلنا لم ننسى بعد كيف أن أزمة مالية تعرضت لها البنوك والشركات العقارية فى أمريكا عام ٢٠٠٨ أفضت فى نهاية المطاف إلى تعرض العالم كله لأزمة مالية واقتصادية حادة ما أن تعافت منه حتى تعرض لأزمة اقتصادية جديدة بسبب جائحة كورونا، وهى أزمة مرشحة للتزايد والاتساع إذا تطور الصراع الأمريكى الصينى إلى حرب تجارية عالمية ..
أيها الأصدقاء الأعزاء
إننا يمكننا بتعاوننا معا أن نسهم فى حماية عالمنا من تلك المخاطر التى تهدد أمنه وسلامه واستقراره وتنذر بزيادة معاناة البشرية وتحول حياتنا إلى جحيم فهذا التعاون يمنحنا قوة أكبر للتأثير فى أمور وشئون عالمنا ويرفع من صوتنا الذى ينبه ويحذر من المخاطر التى تهدده الآن بشدة، ويجعله مسموعا لإنقاذ عالمنا من مخاطر الاٍرهاب والكوارث البيئية والمجاعات التى تهدده ، حتى يحظى عالمنا بالأمن والسلم والإستقرار.