نشرت جريدة الأهرام
بتاريخ 29 أكتوبر2018
دنيا الشعوب
عاطف صقر
عندما توجهت إلى مقر منظمة تضامن الشعوب الآفرو آسيوية المطل على النيل، تجدد تساؤلى عن سبب استمرار هذه المنظمة واحتفاظها بهذا الموقع القريب من فنادق ومركز إشعاع ثقافية ورياضية. فالمنظمة ترتبط فى ذهنى بحركات تحرير الدول من الاستعمار خلال زعامة الرئيس جمال عبدالناصر .
وقد انتهت الفترة زمنيا مما يجدد تساؤلي. وعندما جلست مع الدكتور حلمى الحديدى رئيس المنظمة تركته يعرض مايريد. فأجاب، وكأنه يعرف تساؤلي، بالقول: عبدالناصر كان يهتم بالشعوب لذلك شكل اللجنة المصرية للتضامن، حيث تضم المنظمة لجانا وطنية تهتم كل منها بمشكلات شعبها. واهتمت المنظمة بتحرير شعوب إفريقيا وآسيا التى تحررت جميعا ماعدا الشعب الفلسطيني. ومع تغير الأوضاع العالمية غيرت المنظمة وسائلها.
وتتجه الى تشجيع التبادل الثقافى والفنى بين الشعوب. ومع عودة اهتمام مصر برئاسة السيسي- بإفريقيا تتجه المنظمة إلى أن تكون الثقافة والفن والسياحة الطريق إلى شعوب إفريقيا. وعاد اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا منظما 3 مؤتمرات، فى حين يتعثر اتحاد الإعلاميين.
ونظرا لأن الاتحادات وسيلة جيدة للتقريب بين أبناء المهن، فإن المنظمة تحاول إنشاء اتحادات القانونيين والأطباء والمهندسين. وفسر لى تلقائيا ما أراه من حالة ستر يعيشها مكتب المنظمة بأنه من المفروض أن تمويل المنظمة به اشتراكات من الدول، لكن لايدفع أحد، وأنها تعتمد على اشتراك مصر. فالظروف الاقتصادية تدفع إلى تقليل الأنشطة، خاصة أن تذاكر السفر غالية.
وإذا كان عمل المنظمة تطوعيا أساسا، فإن التطوع يضمر. لهذا فإن استمرار المنظمة 60 عاما باعتبارها الوحيدة من نوعها المعمرة فى العالم يفسره حب التعاون بين الشعوب.