د. حلمى الحديدى : تجربة الإخوان فى الحكم مؤسفة
ثورة يناير أسقطت عن الجماعة وهم الزعامة.. والمصالحة مطلوبة بشروط صدق النوايا
د. حلمى الحديدى
أجرى الحوار - حسام عبد البصير:
الخميس , 26 سيبتمبر 2013 13:11
يجسد الدكتور حلمى الحديدى نموذجاً لجيل كان يدرك قيمة العمل بعيداً عن الأضواء، لا يفرق بين المنجز الشخصى أو العام، ولا يشغله بأى حال أن يصب ما يحرزه من ثمار فى جدول سيرته الشخصية،
بل همه الكبير أن يكون المواطن هو محور صناعة القرار، لذا ظل يضع العمل العام على رأس أولوياته على الدوام أن يجعل لشعوب العالم الثالث موقعاً من الإعراب على خريطة العالم المتقدم غير أنه من مفارقات القدر أن يجد الرجل الذى يترأس منظمة التضامن لشعوب إفريقيا وآسيا منذ شهور، هذه المنظمة بتاريخها الطويل فى مأزق مادى غير مسبوق، فالمنظمة التى كان يراهن عليها الكثيرون من قبل لتحرير الدول الصغرى والنامية من براثن قوى الاستعمار والشر باتت لا تجد قيمة رواتب موظفيها الذين لم يتقاضوا أجورهم للشهر الثالث على التوالي.
فى ظل هذه الحالة يبدو السؤال عن كيفية تنفيذ الخطط العظمى للمنظمة محل شك يصل لحد السخرية غير أن السؤال الذى يعتريك على الفور عن تلك الأزمة التى تواجهها المنظمة هو:
هل لحكم الإخوان علاقة بها، خاصة أنها حدثت فى عهدهم؟!
الدكتور الحديدى يقول بصراحة: للأسف فوجئنا فى عهد مجلس الشورى المنحل بقرار تخفيض الميزانية الممنوحة للمنظمة فى الوقت الذى كنا ننظر زيادتها كى تقوم بالأهداف المطلوبة منها.
< وكيف تم ذلك؟
- تم إبلاغنا بأن مجلس الشورى المنحل صوّت على تخفيض الميزانية من أجل تدبير النفقات فكان ما كان وبلغ حجم التخفيض نحو ثلث الميزانية!
< ما قيمة الميزانية إذن؟
- سبعمائة وخمسون ألف جنيه تقريباً سنوياً.
< وهل تكفى النفقات؟
- لك أن تعلم أن أجور الموظفين فقط مليون جنيه سنوياً، أى هناك عجز بمقدار الثلث.
< وكيف تسد هذا العجز؟
- قال د. الحديدى ساخرًا: بطلوع الروح.. والحال من سيئ إلى أسوأ، أما بالنسبه للإنفاق على المكاتب فيتم عبر جهود كل لجنة.
< وماذا عن الدول الثرية؟
- لا تقدم لنا شيئاً مصر بمفردها هى التى تدفع الدعم ربما يكون هناك حسابات مختلفة لتلك الدول يجعل دعمها لمؤسساتنا يمثل إحراجا لها.. أقول ربما لكن الحقيقة التى لا غموض فيها أنه ليس هناك أى دعم خارجي.
< منظمة تضامن شعوب آسيا وإفريقيا باتت مجرد عنوان لمجد غابر كانت تلعب فيه دوراً كبيراً.. ماذا تقول عنه؟
- فى البداية قد لا يعلم الكثير من الأجيال الجديدة أن هذه المنظمة ابنة شرعية لمؤتمر باندونج الذى عُقد فى إندونيسيا عام «1955م» وكان تحت توجيه الزعماء الكبار جمال عبدالناصر وجواهر لآل نهرو من الهند وشون لاى من الصين ونيكروما من الكونغو وزعماء آخرين وتكونت فى سنة «1958م» وكان هدفها الأهم العمل على خدمة تضامن الشعوب فى آسيا وإفريقيا تلك الشعوب الضعيفة ومعظمها كانت فقيرة ومغلوبة على أمرها فى هذا الوقت لكونها كانت مرتعاً وملكاً مستباحاً للدول الاستعمارية الكبرى وكانت تعانى من استغلال الموارد من قبل المستعمر الغاشم.
< وهل لها مكاتب فى كل تلك البلدان؟
- للمنظمة لجان فى كل الدول الأعضاء والبالغ عددها 120 دولة منتشرة بين قارتى آسيا وإفريقيا والأمانة العامة والسكرتارية العامة هى التى تشرف على العمل وتربط ما بين هذه اللجان.
< ما أبرز المصاعب والأزمات التى واجهتها المنظمة منذ قيامها؟
- تعرضت تلك المنظمة للعديد من الأزمات والمحن، ولم ترحب بها القوى الكبرى الاستعمارية لكن أبرز ما وجهته خاصة فى السنوات الأخيرة الأزمات المالية العاتية بسبب ندرة التمويل، حيث لا تحصل على أى دعم إلا من الحكومة المصرية وهو يتقلص باستمرار بمرور الوقت.
وبرغم تلك العقبات لم ينته وجود المنظمة وظلت أقدم المنظمات الشعبية غير الحكومية التطوعية الموجودة فى العالم اليوم.
< وإلى أى مدى نجحت فى أن تقوم بالأهداف التى من أجلها أنشئت؟
- على الصعيد السياسى مرت المنظمة بمراحل فى طور التكوين والانطلاق الأولى: مرحلة التحرر، كان هناك معسكران وقطبان فى العالم هما أمريكا والغرب من جهة والاتحاد السوفيتى والدول التى كانت تنضم لمعسكر الاشتراكية من جهة مقابلة، وكان المعسكر الأخير يدعم ويناصر الحركات الوطنية والتحررية ويشجعها فى مواجهة الإمبراطورية الاستعمارية التى تزعمتها واشنطن وبالطبع كانت بريطانيا على رأس تلك الدولة المستعمرة للشعوب فاصطبغت المنظمة بصبغة روسية، وظلت روسيا هى التى تدفع التكاليف حتى انهار الاتحاد السوفيتى ولم يعد هناك من يدعم تلك المنظمات الرامية لخدمة الشعوب وتحررها.
< إذن تعرضت المنظمة لأزمة طاحنة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؟
- بالطبع وجدت المنظمة نفسها أمام أزمة كبرى فالمطلوب منها أن تعمل لإنقاذ تضامن الشعوب رغم افتقارها التمويل وأصبحت بلا إمكانات ولا ننتمى لأيديولوجيا وكان علينا الآن أن نغير المسارات والمفاهيم ونفتح الباب لكل الدول على اختلاف معتقداتها وأفكارها.
< وما الهدف من وجود كل تلك المكاتب رغم الأزمات المادية الطاحنة التى تمر بها؟
- رافعاً يده مستنكراً.. قال د. الحريرى: هذه الأفرع هى بحق أهم أدواتنا فى مواجهة التقزم والتشتت والهجمة الشرسة على دول الجنوب العالم الثالث من قبل الدول الكبرى كما أنها تمثل القنوات الرئيسية للأنشطة المختلفة والتى تجمع مختلف المثقفين والإعلاميين والكتاب فى آسيا وإفريقيا الذين يجسدون الترابط الشعبى الذى نريده فى أبهى صوره وأتمها ونحن بصدد إنشاء اتحادات جديدة على نفس المنوال للاقتصاديين ورجال الأعمال، فضلاً عن الرياضيين. وكل هؤلاء بالنسبة لنا بمثابة الأذرع التى نحرص على تعضيد نفوذها لندافع بها عن أنفسنا كدول نامية فى مواجهة تغول الدول الكبرى ومن يسير على دربها.
< باستثناء عدد يسير من بلدان العالم الثالث تواجه دول إفريقيا وآسيا أوضاعاً تزداد سوءاً فما الذى بوسعكم أن تقوموا به لمساعدتنا فى قضاياها؟
- هذا ما نسعى إليه تحديداً ونضعه نصب أعيننا وهو المجال العملى لنا، وللمنظمة مناطق كل منها يربط بلدانها بالأهداف والرؤى والأحلام المشتركة فمثلاً مكاتب المنظمة فى الدول العربية تجتمع وتناقش مشكلاتها وتبحث عن حلول لها وسنوياً يجرى اجتماع للجان الدول العربية وقد اجتمعنا فى أبريل فى مراكش بالمغرب والاجتماع القادم فى الخرطوم، وهذه اللجان تناقش الازمات والقضايا التى تهم الدول وشعوب العالم العربى وتدافع عن الأحلام التاريخية لتلك الشعوب ويتبلور عنها موقف معين تعلنه للحكومات وتدافع عنه. وفى كوالالمبور فى جنوب شرق آسيا كان هناك اجتماع طرحنا خلاله مشكلات تلك المنطقة ومنها الصراع المحتدم بين الكوريتين ومشكلات الصين وغيرها من الدول الأخرى التى تشهد صراعاً بالنسبة لترسيم الحدود فيما بينها.
< دول المنظمة يوجد من بينها قلة من الدول الغنية وأغلبية فقيرة فما المطروح لحض الفريقين على التعاون فيما بينهما؟
- نسعى بالفعل لتستفيد كل دولة بما تمتلكه من موارد للنهوض باقتصادها والاستفادة من مواردها غير المستثمرة من أجل القضاء على الفقر الذى تعانى منه البلدان الفقيرة ومن المألوف أن نجد بلداناً تواجه مجاعات وأزمات طاحنة على الرغم من امتلاكها ثروات كبيرة غير مستغلة ولأجل ذلك نسعى لتشجيع رجال الأعمال فى تلك الدول ودفعهم نحو ما ينبغى عليهم القيام به لدعم البلدان الأكثر فقراً، وفى هذا الصدد نعمل على جمع المتخصصين فى كل مجال للنهوض بثروات تلك الدول غير المستغلة.
< لكن الخلافات المتفاقمة بين بعض البلدان تهدد بنجاح مساعيكم؟
- المشكلة تكمن فى كثير من الأحيان أن الخلافات بين الأنظمة وليس بين الشعوب وهو نتاج طبيعى لعدم الثقة وأثر من آثار الاستعمار السابق الذى حرص قبل رحيله على وضع بذور الفتنة والشقاق بين شعوبنا وفى نفوسنا جميعاً وهو ما يدفعنا إلى ضرورة أن نتعاون جميعًا للتغلب على هذه الإشكالية التى أسفرت عن تفاقم المشاكل بين هذه الدول، خاصة فى المجال الاقتصادى الذى أسفر عن عدم وجود حرية انتقال للأموال وهو ما أسفر عن تعثر الاقتصاد والخطط التنموية فى الكثير من تلك البلدان.
< إلى متى يظل تواجد دول العالم الثالث فى المنظمات السيادية التى تهيمن على إدارة شئون العالم هامشياً.
- مواجهة هذا الخلل يمثل أهمية بالنسبة لنا فالأمم المتحدة بشكلها الحالى تحتاج لمزيد من الإصلاح وهذا ما نسعى لإنجازه وأول ما بدأناه فى هذا الصدد هو العمل على إعادة التوازن لمنظمة الأمم المتحدة خاصة بالنسبة لمجلس الأمن الدولى وطالبنا بضرورة إشراك دول العالم الثالث فى قراراته وأن يكونوا أعضاء أصيلين فيه، كما أننا نصر على الدوام ضرورة تمثيل عادل لأفريقيا فى المجلس ولن نألو جهداً للمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة.
< ما مدى تأثير ثورات الربيع العربى على أهداف المنظمة؟
- بالفعل اثر الربيع العربى الذى اجتاح عدداً من البلدان على عمل المنظمة وهذا التأثير ذو وجهين، الأول يعد إيجابياً وجعلنا أكثر إصراراً على تحقيق أهدافنا، فالثورات التى شهدتها بعض الدول قامت بها فى الأساس الشعوب ومن الطبيعى أن يكون صوتها هو الصوت العالى ونحن منظمة شعوب لذا مثل لنا الأمر تحدياً كبيراً لتحقيق أهدافنا التى نتوق إليها.
< وماذا عن التأثير السلبى لثورات الربيع؟
- التأثير السلبى يتمثل فى أن اللجان التى كانت بهذه البلاد التى شهدت ثورات كانت تتبع للأنظمة، فانهارت هذه اللجان بقيام الثورات، لذا حرصنا على إعادة تكوين لجان فى كل منها، بالإضافة للجان فى دول خفت بها أداء اللجان أو توقف وقمنا بذلك فى تونس وكوننا لجنة هناك، كما أننا بصدد إنجاز الأمر بالنسبة اليمن وسوريا.
< فى السابق كان لكم بعض المشاكل مع الأنظمة؟
- بالطبع كان لدينا بعض المشاكل وأبرزها أننا لم نستطع مقاومة الأنظمة لنأتى بلجان تميل بالولاء فى المقام الأول للشعوب وليس لهذه الأنظمة، لذا لم يكن امامنا حينئذ سوى الرضا بما يتيسر أو بعبارة أدق القبول بأخف الضررين أما الآن فإننا ننتفض لتفعيل هذا الدور حسب مقاييس واعتبارات صارمة تهدف لأن تكون اللجان تدين بالولاء للمصالح العليا للشعوب.
< وماذا عن الهم الأكبر للعرب والمسلمين وهو الشأن الفلسطيني؟
- ما يجرى فى فلسطين ثورة شعبية تطالب بحقها فى الاستقلال من المحتل الوحيد الذى لايزال موجودًا على وجه الأرض وهو المحتل الإسرائيلى نحن نؤيد تماماً هذه الثورة ونناصرها وقد شاركت مؤخراً فى اجتماع للأمم المتحدة بروما لمناصرة وتأييد الشعب الفلسطينى المحتل وأيدنا خطوة حل الدولتين رغم أنها تتنافى مع المطلب الفلسطيني، لكن هناك صعوبات شديدة من بعض الأنظمة لتحقيق كامل أهدافنا، فضلاً عن وجود صعوبات بين الفلسطينيين أنفسهم بسبب وجود نظامين احدهما فى الضفة والآخر فى غزة وهما فتح وحماس.
< هل هناك مساع لإنهاء الخلاف بين الفريقين؟
- نرجو أن يدرك الفلسطينيون حجم الفوائد التى تعود على إسرائيل بسبب الخلاف الواقع بينهم وأعتقد أن المشكلة ليست بين طوائف الشعب بل بين كلا النظامين المهيمنين على مقاليد الأمور فى الضفة وغزة.
نحن نرجوهم أن يبذلوا كل جهودهم لتوحيد صفهم حتى يتحقق هدفهم بإنشاء دولة فلسطينية حرة عاصمتها القدس ونسعى بالفعل للقيام بدور فى إنهاء الخلاف بين الطرفين، وعليك أن تعلم بأن الأمين المساعد فى المنظمة فلسطيني.
< وماذا بوسع المنظمة القيام به حيال الخلافات التى تقع بين بعض البلدان العربية؟
- لله الحمد أن الخلاف دائماً يكون بين الأنظمة وليس من الشعوب التى ترتبط ببعضها بعلاقات قوية من المستحيل أن تنقطع، وبالنسبة لمشاكل الحدود بين مصر والسودان والنزاع على حلايب، فهى مشكلة قديمة تظهر على السطح كلما ألمت بين الدولتين أزمة والجدل حولها يختفى ويعود للظهور.
< تتسم العلاقة بين الأنظمة العربية بالمزاجية، فما مدى تأثير ذلك على عمل المنظمة؟
- لا ينكر أحد أن هناك بالفعل أزمات بين الأنظمة تؤثر على عملنا فى بعض الأحيان لكن ولله الحمد فنحن منظمة شعوب الأنظمة وسعينا لتحقيق لأهداف يكاد يجتمع عليها العرب وغيرهم من أعضاء المنظمة جميعاً.
< لكن قدرة الأنظمة عبر أجهزتها الإعلامية فى توجيه مشاعر الشعوب نحو ما تحب وتكره آخذة فى التعاظم؟
- بالفعل الأنظمة توجه الشعوب حتى بعد ثورات الربيع العربى ويبدو تأثيرها قوياً خاصة لكوننا ننتمى للعالم الثالث ودعنى أخبرك بأن جهدنا الذى نبذله من أجل تعظيم دور الشعوب كبير للغاية وآمل خلال المرحلة المقبلة أن تنجح الشعوب فى أن تكون هى التى توجه الأنظمة وليس العكس، فالشعب هو الباقى عبر الزمن لكن الأنظمة إلى زوال ويجب أن تبحث الشعوب عن مصالحها.
< كيف تنظر لما يجرى فى مصر بعد زوال حكم الإخوان؟
- أعتقد أن الجماهير صنعت ثورة عظيمة لتصحيح مسار ثورة 25 يناير وبدت الأمة المصرية بالفعل واعية ومدركة لحجم المخاطر التى تمر بها البلاد، كما أن من أهم ثمار هذه الثورة وما تبعها من أحداث أنها أسقطت وهم الزعامة عن الإخوان.
< لكن البعض يرى أن ما حدث انقلاب لاعلاقة له بالثورة من قريب أو بعيد؟
- إذا كان هؤلاء لم يقنعهم هذا الخروج الحاشد للمصريين فلن يقتنعوا بأى شيء آخر لقد شهدت الكثير من وسائل الإعلام الدولية بأن ما حدث كان ثورة غير مسبوقة فى تاريخ الاحتجاجات الإنسانية والذين يصرون على غير ذلك هم مغيبون.
< وهل كان من المقبول أن نسمح للرئيس المعزول محمد مرسى بالبقاء لحين انتهاء مدته؟
- سيذكر التاريخ أن من أهم ثمار الخامس والعشرين من يناير أنها مكنت الإخوان من الوصول للسلطة حتى ينكشف أمرهم أمام الجماهير.
< كيف تقيِّم فترة حكم جماعة الإخوان فى مصر؟
-أرى أن تجربة حكم جماعة الإخوان فى مصر تدعو للأسى والأسف، وكنت أتمنى أن ينجح الإخوان فى حكم مصر لأنه نجاح لمصر فى النهاية، وأنا من المؤمنين بضرورة نجاح وازدهار مصر بغض النظر عن طبيعة من يتولى الحكم أو انتمائه السياسي، وأرى أيضًا أن الإخوان أتيحت لهم الفرصة لإثبات قدرتهم على الحكم وتنفيذ مشروعهم الذى لأجله تعرضوا للكثير من المعاناة عبر فترات تاريخية طويلة، ولكنهم خسروا هذه الفرصة لإصرارهم على التمكين وممارسة الإقصاء ضد باقى مكونات الشعب المصري، وفشلوا فى التواصل مع الشعب وإظهار قدرتهم لخدمة هذا الشعب العظيم.
< البعض يدعى أن النظام المصرى الحالى يمارس نفس الإقصاء الذى كان يمارسه الإخوان؟
- أنا أختلف مع هذا الرأي، ودعنا نتفق أولًا إن كان هناك إقصاء واضح خلال حكم الإخوان، وعلينا أن نتفق أيضًا أن الحكومة الحالية هى حكومة انتقالية سوف تستمر لشهور وأن مهمتها محددة بتنفيذ خارطة الطريق وحتى يتم الانتهاء من تعديل الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
< الخطوات على الأرض تشير إلى تهميش تيار الإسلام السياسى فى لجنة الخمسين؟
- أعتقد أن لجنة الـ50 المكلفة بإعداد الدستور شملت بشهادة أهل الاختصاص والمراقبين تشكيلة واسعة من أطياف الشعب المصري، وأن اللجنة لم تقصِ الإسلاميين كما يزعم البعض إلا إذا كان هؤلاء يعتبرون الغالبية المسلمة داخل اللجنة لا تعد مسلمة لكونها لا تعتنق أفكار الإخوان ومناصريهم، وأنا أرى أن اللجنة تمثل تشكيلة واسعة بما فيها تيار الإسلام السياسى والذى أرى أن نسبة أعضائه لا تتجاوز خمس تعداد المصريين لذا أرى أنه تيار لا يمثل الأغلبية إذا ما قورن بالتيار الليبرالى الذى ينضوى تحته غالبية المصريين.
< ما رأيك فيمن يرى ضرورة اجتثاث الإسلاميين نهائيا من ساحة العمل السياسي؟
- لا أتفق مع هذا الرأى لأنك فى نهاية الامر تتحدث عن فصيل مصرى لذا أعتقد أن المصالحة السياسية والمجتمعية لا مفر منها بعد فترات الاستقطاب الحاد التى واجهناها خلال العامين الماضيين.
< وما الأسس التى ينبغى عليها إجراء المصالحة؟
- بداية لابد أن يكون لدى كل طرف رغبة صادقة فى التصالح والعمل المشترك والمشاركة فى العملية السياسية،
< لكن هل تعتقد أن الأطراف كافة لديها الرغبة فى المصالحة؟
- ينبغى على الأقل أن يكون لدى الجميع الرغبة فى إحراز تلك الخطوة وإلا لن يكتب لها النجاح وعلى عكس ما يرى البعض فإن المصالحة مطلوبة مع كافة الفصائل وليس بين الإسلاميين ومعارضيهم فقط.
< البعض يرى أن الدعم الخليجى خاصة السعودى والإماراتى لثورة 30 يونية مثيراً للريبة؟
- سيقول التاريخ إن الموقف السعودى والإماراتى والخليجى بشكل عام باستثناء الموقف القطرى الداعم لثورة 30 يونية يعيد للأذهان موقف تلك الدول الشقيقة الداعم لمصر فى حرب عام 1973، وأن هذا الموقف سيبقى نقطة مضيئة فى تاريخ العلاقات العربية وسيؤكد للأجيال المقبلة أنه لا بديل عن الوحدة بين الشعوب العربية كى تصنع مستقبلاً مشتركاً واعداً بالنسبة لشعوبها.
< المملكة السعودية على وجه التحديد راهنت بعلاقاتها الدولية من أجل دعم مصر؟
- بالطبع راهنت المملكة بعلاقاتها الدولية من أجل دعم الموقف المصرى وهذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك مدى حب خادم الحرمين لمصر ورغبته الجادة فى الوقوف بجانبها.
< بماذا تنصح الأنظمة والحكام بعدما شهدته المنطقة من ثورات؟
- ينبغى على الأنظمة والحكام الامتثال لرغبات وأهداف شعوبهم والكف عن الاعتقاد بأنهم منزلون من السماء هذا زمن ولى ولن يعود.