نشر في بوابة فيتو : الثلاثاء 15 ديسمبر 2020
عبد القادر شهيب
منظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية أسسها فى بداية الخمسينيات من القرن الماضى الزعيم المصري جمال عبد الناصر مع عدد من الزعماء الأفارقة والآسيويين البارزين لدعم حركة الاستقلال الوطنى فى القارة السمراء وتوطيد العلاقات بين الشعوب فيها وفى قارة آسيا أيضا، وأضحى مقرها فى القاهرة التى استضافتها منذ اليوم الأول من تأسيسها وهو البيت الذى يتجمع فيه المناضلون والمكافحون الأفارقة من أجل استقلال شعوبهم من الاستعمار الذى سلب خيرات بلادهم..
كانت القاهرة دوما الملاذ والداعم لحركات الاستقلال الوطنى، وبعد أن ظفرت كل شعوب القارة الأفريقية وقارة آسيا باستقلالها عملت منظمة التضامن أن تكون هى الآلية الشعبية لتوطيد العلاقات بين دولها، لتنتصر هذه الدول فى معركة التنمية الاقتصادية التى خاضتها بقوة بعد الاستقلال، لتتخلص شعوبها من الفقر والمرض والتخلف..
عناد مسئولين!
هذه المنظمة مهددة الآن لنقل مقرها من القاهرة وفقدان مصر رئاستها التى دامت لها منذ اليوم الأول لتأسيسها، حيث تعاقب عليها عدد من الشخصيات المصرية البارزة بدءا من يوسف السباعي ومرورا بعبد الرحمن الشرقاوي ومراد غالب وأحمد حمروش وحتى الدكتور حلمى الحديدى.
فهذه المنظمة الشعبية التى تلقى الاهتمام الكبير من زعماء أفارقة وقادة آسيويين والذى يظهر فى استقبالهم لوفودها الذين يزورن بلادهم، لا تحظى به داخل مصر من قبل البعض الذين لا يدركون أنها منذ اليوم الأول لتأسيسها صارت دوما أحد الأسلحة الناعمة المهمة لمصر فى الدفاع عن مصالحها وحماية أمنها القومى وتعزيز مكانتها إقليميا وعالميا، حينما أسهمت فى توطيد ودعم العلاقات بين بلادنا والعديد من الدول الأفريقية والآسيوية..
حيث تضم هذه المنظمة الآن ورغم عوامل التجريف الذى تعرضت له تاريخيا نحو ٥٩ لجنة وطنية بعد أن نجحت قيادتها فى تأسيس عدد جديد من هذه اللجان فى السنوات الأخيرة فى موريتانيا والسنغال ومالى وبوركينافاسو ونيجيريا والكونغو برازافيل، وإحياء اللجنة الروسية واللجنة اليمنية وقبلها اللجنة السودانية والتونسية..
نهاية كورونا !
كما تحظى هذه المنظمة، التى تستضيفها القاهرة ويرأسها مصرى، بوضع المراقب فى حركة عدم الانحياز واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، ووضع استشارى فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى للأمم المتحدة ومنظمات اليونسكو واليونيدو.. فضلا عن المنظمات المتخصصة التى أنشأتها المنظمة فى السنوات الخمس الأخيرة مثل اتحاد إعلامى آسيا وإفريقيا، ومجلس الاستثمار الصينى الأفريقى، واللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، مع إحياء اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا..
ويتم الآن التجهيز لتأسيس اتحاد للفنانين والرياضيين الأفارقة والآسيويين، واتحاد للشباب والمرأة الأفرو أسيوى واتحاد التدريب المهنى والاتحاد الثقافى العلمى الأفرو أسيوى، واتحاد للمستثمرين الأفرو آسيوى.. وربما لذلك كله تطمح بعض الدول فى أفريقيا وآسيا أن ينتقل مقر هذه المنظمة لها لتظفر برئاستها أيضا. فلا يصح أن نفرط فيها وهى أحد أسلحتنا الناعمة التى نحتاجها بشدة فى وقت يتشكل فيه نظام عالمى جديد، وفى عالم ترسم فيه خريطة جديدة له.