شهدت العاصمة جوبا، أعنف الاشتباكات؛ إذ نتج عنها سقوط مئات القتلى فى الذكرى الخامسة للاحتفال بتأسيس جمهورية جنوب السودان ، بعد إعلان انفصالها رسمياً عن السودان في التاسع من تموز/ يوليو 2011، تجدّد القتال بين أنصار الرئيس سلفا كير ميارديت وأنصار نائبه رياك مشار، بعد أن انهارت اتفاقية السلام التي وقّعها الطرفان في آب/ أغسطس 2015 في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا.
ان الأمور تتجه فى جوبا نحو التصعيد ودخول جنوب السودان في أتون مواجهات تتشابك فيها عناصر الصراع على السلطة والثروة، فضلاً عن الانقسامات القبلية؛ الأمر الذي يبدو كأنّ الانفصال يجرّ الانفصال، والانقسام يجرّ الانقسام.
من الواضح أنّ جنوب السودان (الدولة الأحدث عمراً في العالم) تواجه أخطر أزماتها الداخلية منذ ولادتها قبل خمسة أعوام، كما يبدو أنّها حملت بذور أزمتها معها عندما انفصلت عن الشمال؛ فالانفصال الذي جرى تسويقه بوصفه حلّاً لقرونٍ من هيمنة الشمال العربي المسلم على الجنوب المسيحي الأفريقي، لا يبدو أنّه أنهى مشاكل الدولة الجنوبية الوليدة، ما يعني أنّ مقاربة "الحلّ هو الانفصال"، لم تكن صحيحة أصلاً؛ ولن تكون صحيحة لا في السودان ولا في غيره من دول المنطقة التي تصدر عن بعض مكوناتها دعوات صريحة إلى الانفصال ، فالحلّ كان وسيبقى في دولة المواطنة الجامعة لكل أبنائها بصرف النظر عن انتماءاتهم، والتي تساوي بينهم في الحقوق والواجبات، وتحترم خصوصياتهم الثقافية في الوقت ذاته.
ان منظمة التضامن تطالب المجموعات الرئيسيه المهيمنه على الوضع فى جنوب السودان (المجموعة النيلية، الدينكا، النوير، قبيلة الشلك) بوقف نزيف الدماء فورا ، انهاء الخلاف بين الفصائل الجنوبية ، توحيد مصالحهم ، و سياة دولة المواطنة التى هى اساس انهاء لكل صراع.
تدعوا منظمة التضامن الاتحاد الافريقى ومنظماتة المعنية بالتدخل الفورى لانهاء الصراع الدموى و إحلال السلام ووضع الية لتجنب مثل هذة الحروب و المجازر فى المستقبل .