إجتمعت السكرتارية الدائمة لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية برئاسة الدكتور حلمي الحديدي رئيس المنظمة مع الأستاذ طالع السعود الأطلسي رئيس اللجنة المغربية للتضامن ، وجرى التشاور بشأن انعقاد المؤتمر العاشر لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية
، واتفق الطرفان على عقد المؤتمر يومي 19-20 أكتوبر2016 (تشرين الأول) في الرباط- المغرب تحت شعار "معا ضد الارهاب" . وفي الوقت الذي تتقدم فيه السكرتارية بخالص الشكر للجنة المغربية على التزامها بعقد هذا المؤتمر الهام ، الذي أقره مؤتمر المنظمة بكولومبو أكتوبر 2014 فانها تشكر من خلالها المغرب ملكاً وحكومة وشعباً على هذه الاستضافة الكريمة .
إن الارهاب الدولي أخذ في التوسع والانتشار ، وأصبح يهدد جميع قارات العالم لا منطقة الشرق الأوسط فحسب ، فشاهدناه يتمدد وينشر بدءاً من أفغانستان مروراً بالعالم العربي حتى وصل شمال أفريقيا، وجنوب الصحراء مستفيدا من انتشار السلاح على يد حركات انفصالية، كما بدأت أنيابه تنهش في آسيا ولاسيما جنوب شرق آسيا ، وأخذ بضرب أوروبا في عقر دارها، فأصبح هذا التمدد والانتشار المتواصل لتنظيمات الإرهاب كداعش والقاعدة وجبهة النصرة، وأخرى التي أعلنت ولائها لداعش كلها عوامل تشكل تحدي جاد لكافة دول وشعوب العالم .
إن هذا التمدد والانتشار لم يأت بمعزل عن القوى الداعمة للارهاب التي مولته وسلحته من أجل أجندات خاصة بها قصيرة النظر وقصيرة الأجل . لم تستفد هذه الدول والقوى التي ساندت وتساند الأرهاب من تجربة القاعدة ومن نتائج السياسة الأمريكية منذ اعلانها الحرب ضد الأرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي أتت بنتائج عكسية وكارثية ، إن ما يجري في سوريا والعراق وليبيا والأرهاب المتعدد الأشكال والمستمر ضد مصر، والمجابهة مع تونس والجزائر، كلها تشير إلى أن ظاهرة وخطر الأرهاب أصبح جزء من الأجندة العالمية للدول الكبرى ولدول الشرق الأوسط والمنطقة العربية .
إن شعوب الدول النامية ولاسيما دول الجنوب تحتاج أكثر من أي وقت مضى للسعي قُدماً في عملية تعاون جنوب – جنوب من أجل التنمية والصمود أمام المؤسسات المالية الكبرى ، أننا نرى رغم هذا الوضع القاتم من عدم الاستقرار على المستوى العالمي كأخطار ظاهرة الفقر والمناخ والاحتباس الحراري على كوكبنا ، فإن هنالك ظهور لارهاصات إيجابية لمقاومة هذه الظواهر ، منها بداية تحالف دولي لمكافحة الإرهاب بما فيها الجهود المبذولة لمكافحة داعش وأخواتها في سوريا والعراق وليبيا وانهاء الحرب الأهلية في اليمن و الجهود المصرية في مكافحة شبكات الإرهاب والسيطرة عليها في دولها وكذلك الجهود المبذولة من الجزائر وتونس في هذا المجال. إن المبادرات الدولية لحل وتصفية هذه البؤر الإرهابية أصبحت قضية مصير للإنسانية ، اضافة إلى المأساة التراجيدية لمشكلة اللاجئين التي لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ الحرب العالمية الثانية . إن بزوغ ونمو دول البركس (BRICS) (البرازيل، روسيا ، الهند ، الصين ، وجنوب أفريقيا ) وتطور أهميتها في كافة المجالات ، لاسيما الاقتصادية منها ، وكذلك نمو وتطور مجموعة شنجهاي وتصميم الصين على السير بطريق التنمية الشاملة لاسيما طريق الحرير الذي سينتج آفاقاً للتعاون الآسيوي الأفريقي بشكل خاص ودفعة اقتصادية لدول الجنوب بشكل عام .
إن المؤتمر سيعطي اهتماماً خاصاً لقضية الشعب الفلسطيني والمأساة التي يواجهها أمام الهجمات الفاشية لحكومة إسرائيل الغارقة في العنصرية ، ويحّمل المجتمع الدولي مسؤولية إيجاد الحلول لحل قضية الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية .
إن العالم يتجه بسرعة هائلة نحو مستقبل يعتمد الكثير فيه على تضامن الشعوب ووحدتها في مجابهة أخطار الإرهاب وفي الصمود في معركة التنمية ، وتضع مسئولية خاصة على دول الجنوب وشعوبها في التحرك من أجل الحياة والبقاء.
إن السكرتارية تجدد التحية للمغرب الذي يخوض معركة استباقية باسلة ضد الإرهاب سواء باليقظة الأمنية أو بجهود التنمية، الديمقراطية والتقدم الاجتماعي وبتكريس وحدة ترابه الوطني .
أننا نهيب بقوى النضال الإفريقي الآسيوي أن تجعل من مؤتمر المغرب منعطفاً للنهوض بحركتنا ، وتحديد الآليات الملائمة لتحقيق ذلك.
السكرتارية الدائمة