تلقت السكرتارية الدائمة لمنظمة التضامن خبر تحطم الطائرة الروسية على أرض سيناء ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224، ببالغ الحزن والأسى، وتقدم لأهالي و ذوي ركاب الطائرة المنكوبة أحرّ التعازي والمواساة.
إنه لمن المؤسف أن يتم إدخال هذا الحادث الكارثي في دهاليز و ألاعيب السياسة الدولية وتعقيداتها ويُستغل من قِبل بعض الدول لتحقيق أغراض سياسية. فمن المُستغرَب أن تعلن بريطانيا والولايات المتحدة بأن الحادث كان نتيجة عبوة ناسفة زرعت في داخل الطائرة، قبل أن يُعطى الوقت الكافي للخبراء بتحليل محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة. بالإضافة إلى أن بريطانيا لم تراعي البروتوكول الدبلوماسي، حيث ألقى وزير خارجية بريطانيا هاموند، بيان يتضمن الإيحاء بأنه بناء على معلومات إستخبارية أن سبب تحطم الطائرة هي عبوة ناسفة كانت على متن الطائرة، علماً بأن الجانب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أكد مراراً بأن مصر تفتح أبوابها لجميع خبراء الطيران لإبداء آرائهم الفنية، وقد سمحت مصر لخبراء بريطانين قبل أشهر بدراسة التأمينات الأمنية لكافة المطارات المصرية بما فيها مطار شرم الشيخ، ولم يصدر الخبراء أية ملاحظات سلبية. ومن الأمور العجيبة وغير الطبيعية والخارجة عن البروتوكول الدبلوماسي بأنه في الوقت الذي أكد فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي بضرورة إنتظار التحقيقات، أصرّ رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون على إرجاع سبب الحادث إلى العبوة الناسفة، بالإضافة إلى إستمرار تصريحات رئيس البيت الأبيض أوباما على نفس المنوال.
إن السكرتارية الدائمة بكل ماتقدم تحذر من أن هدف هذا التحرك الأمريكي البريطاني يرمي إلى تشتيت الجهود في محاربة ومواجهة الإرهاب، وكأنه رداً على إستئصال بؤر الإرهاب من سوريا بواسطة الطيران الروسي، وكذلك رداً على الموقف المصري المتفِق مع التواجد الروسي في سوريا. ولذلك فإن هذه الدول تحاول إحداث شرخ في العلاقات المصرية – الروسية، والأهم من هذا وذاك، ضرب السياحة المصرية عصب الإقتصاد المصري.
إن السكرتارية الدائمة لمنظمة التضامن تدعو شعوبنا العربية والآفروآسيوية للتصدي واليقظة والحذر من هذه المحاولات الخبيثة، وأهم تحدي لنوايا هذه الدول هي عودة السياحة العربية والآسيوية والإفريقية وحتى الأوروبية لمصر ولشرم الشيخ بالتحديد، كردّ رادع للمحاولات اللئيمة التي تمارسها هذه الدول.
السكرتارية الدائمة
لمنظمة تضامن الشعوب الآفروآسيوية