أقترف تنظيم داعش (الذي يسمي نفسه الدولة الإسلامية) التكفيرية الإرهابية جريمة نكراء بحق التراث العراقى حيث أقدمت على تحطيم كل ما يمت له صلة بحضارة وادى الرافدين الممتدة لآلاف السنين، وقد أثارت مقاطع الفيديو الذى بثته هذه العصابة المتوحشة، أستياء العالم بأجمعه، وقد أدانت منظمة اليونسكو هذا العمل الإجرامى وطلبت عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة هذه الكارثة. وكما تعلمون أن طالبان سبق وأن حطمت تماثيل بوذا لمحو الحضارة البوذية. لقد أثبت التكفريون المتطرفون بأنهم مجموعة من المرتزقة وقطاع الطرق يمارسون أقذر وأحط الأعمال باسم الدين، من الذبح إلى الحرق وإغتصاب النساء والسطو على الممتلكات والبنوك، وسرقة الآثار وبيعها بالإتفاق مع عصابات ومافيات دولية.
لعلنا نذكر كيف سرق المتحف العراقى بعد الإحتلال الأمريكى للعراق، تحت أعين وأنظار القوات الأمريكية، سُرق تراث وادى الرافدين، وكانت المافيات جاهزة لسرقة وبيع هذه الآثار.
إن تنظيم داعش وأخواتها من القاعدة والنصرة وبيت المقدس وغيرها المنبثقة من مظلة جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية تحتاج إلى وقفة عالمية جادة غير التى تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها ودول اقليمية.
إن العالم العربى أمام مأساة كبرى ومؤامرة دولية محكمة الأطراف، تحتاج لوقفة صلبة ووحدة وطنية راسخة يحترم فيها الجهد الشعبى والحكومى للتصدى لهذه الهجمة الشرسة وإنقاذ الشعوب العربية والإسلامية من هذا الخطر المحدق.