بيانات

بيانات

مالي يجب ألا تنجرف إلي الهاوية

 تواجه الدول النامية والاسلامية سوء الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وظهر شعور الغضب والتمرد بين غالبية الشعوب، الذي يتتطور تدريجياً ليصل لحالة من الانتفاضة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ضد القمع والفساد والأنظمة الاستبدادية؛ كما تبين من ظاهرة الربيع العربي.

وعلي هامش ذلك، نجد بعض العناصر الفردية تطالب بتغييرات دراماتيكية وفورية للقيادة السياسية و النسيج المجتمعي والظروف الحياتية بشكل جذري ومتتطرف مما أعطي فرصة لظهور الأنشطة الإرهابية، مغتنمة فرصة ضعف الجيش والمؤسسات الوطنية الحاكمة. وتعد مالي هذه الدولة الافريقية مثال علي انعدام البنية التحتية انتشار أنشطة الاتجار بالمخدرات، وأخذ الرهائن واقتحام الحدود خاصة من الجزء الشمالي لمالي.

يشهد العالم الآن الوضع المأساوي في مالي، حيث تناضل أمة بأسرها أنواع كثيرة من العلل حيث الفقر والافتقار للخبرات في التعامل مع الأحداث غير المتوقعةز وفي واقع الأمر بعد الاستقلال شهدت الدول الافريقية ضعف في جيوشها. وقد أثار هذا الموقف السيء طموحات الارهابيين الذين يسعون إلى الفرصة لملء الفراغ داخل القيادة. أخذ الارهابيون في الانتشار في المنطقة وشمال افريقيا وكذلك في بلدان أخرى من أفريقيا (الجزائر، ليبيا، الصومال، نيجيريا..) بالإضافة إلي دول الخليج، وتضم هذه التشكيلات مسلحين بأحدث الأسلحة. قدر لمالي أن تكون مسرحاً لمثل هذه الأنشطة الارهابية مع القاعدة والجماعات المتتطرفة مثل القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي و جماعة أنصار الدين وجماعات التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وغيرها، والتي نجحت في احتلال المنطقة المهملة منذ فترة طويلة من البلاد في الشمال والتي اعتبرها الارهابيون مكانهم المضل للاستقرار.

الوضع الكارثي في مالي دفع البلاد المجاورة لها التي تخشي من احتمال التمدد علي المنطقة بأسرها، فوجب الاشتراك في عمليات شاملة جنبا إلى جنب مع منظمة مجموعة دول غرب افريقيا الاقتصادية و بتفويض من الأمم المتحدة للقيام بعمل عسكري من أجل انتزاع شمال مالي. وقد دعا القادة الأفارقة لزيادة المشاركة الدولية من أجل تعزيز المواجهة لوقف هجمة المتمردين.

تعتبر منظمة تضامن الشعوب الآفرو آسيوي محاربة الإرهاب مهمة هامة جداً. هناك طريقتين لتحقيق هذا الهدف باعتماد حل بعيد المدى: أولاً، توفير الهياكل الأساسية الاجتماعية والاقتصادية عن طريق تعزيز وتنفيذ الديمقراطية الحقيقية، والحكم الرشيد، وإجراء من السياسات التي تشمل التعليم والأنشطة المولدة لفرص العمل، حماية البيئة، وخدمات الرعاية الصحية، والسكن اللائق. ينبغي أن تكون الأولوية الرئيسية لكل دولة؛ القيام بالمعركة ضد الفقر وعدم المساواة والتمييز بجميع أنواعه، ثانياً: ينبغي علي الأمم الأفريقية أن توفر قوات لمكافحة الإرهابيين عن طريق الإجراءات العسكرية كما الحال الآن، فضلا عن نشر قوات حفظ السلام الدائم في مالي وفي البلدان المجاورة. وفي هذا السياق، تعد مشاركة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في أزمة مالي لها أهمية كبيرة لهذه الدولة الواقعة غرب أفريقيا لحمايتها من أي أنشطة تخريبية مثل الإرهابيين. وينبغي لها أن تساعد الدول الأفريقية على القيام بالتدريب للقوات الافريقية مثلما يتم للجيش الوطني لكي تصبح قوية بما يكفي لتواجه أي مداخلات محتملة وبالتالي تجنب التدخل الأجنبي. وينبغي القضاء علي ملاذات الارهاب في افريقيا وأي مكان آخر.

القوات المرسلة من جانب الدول الافريقية الأخري هي دليل علي تعزيز التعاون والتضامن في الكفاح ضد الإرهابيين، عملية من هذا القبيل ينبغي أن تتم بشكل دائم حتى القضاء التام على الوجود الإرهابي.

يمثل الارهاب تهديدا كبيرا وخطراً ضخماً في ظل هذا العالم المترابط ليس فقط لأفريقيا، ولكن أيضا للكوكب بأكمله. هناك حاجة إلى التعاون العالمي لمكافحة الإرهاب العالمي.