يحتفل العالم كله باليوم العالمى للمرأة فى الثامن من مارس من كل عام. وتقام الآلاف من الفعاليات على مدار العام كله وليس فقط فى هذا اليوم من أجل الاحتفال بإنجازات المرأة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وكانت المرة الأولى التى احتفل فيها العالم باليوم العالمى للمرأة فى يوم الأحد الأخير من شهر فبراير عام 1908.
عندما قامت النساء الاشتراكيات بتنظيم مظاهرات حاشدة تهدف إلى لفت الانتباه إلى حق المرأة فى التصويت والرعاية الاجتماعية. أما فى عام 1909، فقد أقيم تجمع ليوم المرأة فى منهاتن وحضره 2000 شخص. ثم انتشرت هذه الحركة فى مختلف أرجاء البلاد فى عام 1910. كما احتفلت الأمم المتحدة بهذا اليوم الذي يعد يوم عطلة رسمية فى العديد من الدول. وفى كل عام تختار المنظمات والحكومات والمنظمات الخيرية ومجموعات المرأة، موضوعات مختلفة تعكس قضايا المرأة محليا وعالميا ، كما تعلن الأمم المتحدة عن موضوع واحد شامل ليوم المرأة العالمى .
ولقد كان موضوع 2012 "تمكين المرأة الريفية – القضاء على الجوع والفقر"، إذ تعد الأسر الريفية التى تعولها النساء من أكثر الفئات ضعفا بين 4ر1 بليون نسمة يعيشون فى فقر مدقع بالدول النامية. كما تمثل النساء نسبة 60% من إجمالى عدد الأفراد الذين يعانون من الجوع المزمن على مستوى العالم.
كما تواجه النساء الريفيات أعلى النسب فى مستوى الفقر التعليمى، حيث تقدر منظمة اليونسكو نسبة 80% من إجمالى 67 مليون طفل خارج المدارس يعيشون فى المناطق الريفية، الأغلبية منهم فتيات. ويعتبر تطوير التعليم فى المناطق الريفية
للفتيات والسيدات قضية محورية من أجل تحقيق المساواة والقضاء على الفقر.
وفى هذه المناسبة ، لا يمكننا أن نغفل الدور المهم الذى لعبته المرأة فى الثورات العربية، حيث شهدت الساحات الثورية فى كل من: تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، تواجدا كثيفا للمرأة على مدار شهور ضد النظم الطاغية.
وبرغم النجاح النسبى تمكين المرأة، إلا أنه مازال هناك العديد من المشاكل الموجودة فى حياة النساء تتراوح بين كونها ثقافية وسياسية وأيضا اقتصادية، فعلى سبيل المثال، تعمل النساء عادة لمدة أطول من الرجل ومع ذلك فإن راتبهن يكون أقل، وهذا التمييز يؤثر عليهن على مدار حياتهن ، كما إنهن فى الغالب يعانون من الفقر.
وتماشيا مع اهتمام المنظمة الدائم بقضايا المرأة ، فإنها سوف تستمر فى مساندة ودعم أحلام وآمال النساء فى كل أنحاء العالم وذلك من خلال الاحتفال بيوم المراة العالمى فى الثامن من مارس 2012 فلقد حان الوقت لتكريم النساء ولفت الانتباه إلى العقبات التي تواجهها حول العالم، بالاضافة إلى تشجيع المساواة والأمن لكل النساء والفتيات وإتاحة الفرصة للمشاركة فى مستقبل مشرق وناجح.