بيانات

بيانات

الذكرى الـ 72 لقيام ثورة 23 يوليو

القاهرة فى : ٢٣ / ٧ / ٢٠٢٤
 
بيان منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية فى الذكرى الـ 72 لقيام ثورة 23 يوليو
 

‎تحتفل مصر، والوطن العربى، والعالم الحر بأسره، اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ72 لإنطلاق ثورة 23 يوليو 1952، التى غيرت وجه التاريخ بأكمله، وقضت على الإستعمار والإمبريالية فى المنطقة العربية، وأفريقيا وآسيا.

وتمثل ثورة 23 يوليو المجيدة، تتويجًا لنضال طويل، قاده الشعب المصرى، دفاعًا عن حقه فى وطن حر مرفوع الرأس، فقد استطاعت تلك الثورة أن تؤسس الجمهورية الأولى لمصر، وكانت مُلهمة لكل الشعوب العربية ورمزا للتحرر الوطنى والإلهام للشعوب العربية والأفريقية.

ولسوف تظل ثورة يوليو المجيدة نموذجًا للتلاحم بين الشعب وقائده.. اتسمت بالنضال، والكفاح، عبر سنوات طوال، وشكلت مرحلة تحول فارقة واسترداد للكرامة الوطنية.

لقد أدرك الضباط الأحرار، مبكرا، تفاصيل وأبعاد القضية الوطنية، والإستقلال وإجلاء قوات الاحتلال، وأنه لا يمكن حلهما إلا بتغيير الأوضاع الداخلية ومقاومة الوجود العسكرى البريطانى فى منطقة القنال. كان الفساد قد استشرى في كل شىء، والأحزاب تتصارع مع بعضها البعض. وأصبحت فضائح الملك على كل لسان، إلى جانب سعيه المستمر فى تركيز السلطة فى يده مُعتديًا على الدستور والصراع مع الأحزاب، وتفجَّرتِ الأوضاع الاجتماعية، وأصبح ثالوث الفقر والجهل والمرض ظاهرًا للعيان حتى صارت المظاهرات تهتف: أين الكساء والغذاء؟! كما وصلت القضية الوطنية إلى طريقٍ مسدود.

وتعتبر حركة التضامن بين أفريقيا وآسيا، والتى وضع لبناتها الأولى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، برفقة قادة العالم الثالث، آنذاك؛ تيو ونهرو، إحدى ثمار ثورة 23 يوليو 1952، حيث ارتأى عبد الناصر أن تقسيم العالم بين قطبين؛ الشرق حيث الاتحاد السوفيتى، والغرب حيث الولايات المتحدة الأمريكية، وانحياز الدول، إما شرقًا أو غربًا، سيودى بالدول الصغرى إلى الإنهيار، وفقدان حريتها واستقلالها الذى حصلت عليه معظمها للتوِّ.

وقرر ناصر، مع قادة التحرر، إنشاء كتلة عدم الانحياز والحياد الإيجابى.
‎ثم أسفر فكر الزعيم عن تأسيس منظمة تجمع شعوب عدم الانحياز، كظهير للحكومات الأعضاء في الحركة.. فكانت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية.

كان ذلك أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، وبالتحديد في عام 1961، وفي ذروة المدِّ الثورى، وحركات التحرر في إفريقيا.
 
‎واستضافت مصر فى نهاية ديسمبر 1957، المؤتمر التأسيسىالأول للمُنظمة الذى انعقد بجامعة القاهرة، وحضرته وفود من 48 دولة، وأعلن فى نهايته إنشاء منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية واختيار مصر مقرًا دائمًا لها، (أى أن المنظمة عمرها الآن 64 عامًا، وبذلك فهى أقدم منظمة شعبية في العالم).

وتوالى انعقاد مؤتمرات المنظمة فى غينيا، وتنزانيا، وغانا، والاتحاد السوفيتى، والهند، والمغرب، بالإضافة إلى مصر طبعا.
 
‎ولا تزال المنظمة تواصل عطاءها، وتؤدى دورها المنوط بها كإحدى أهم قنوات التواصل بين مصر وأفريقيا وآسيا، وإحدى أخطر أدوات القوى الناعمة لمصر.