القاهرة فى: 5 / 10 / 2022
الإخوة والأخوات في مصر، والوطن العربي، والعالم الإسلامي، ودول أفريقيا وآسيا.
كل عام وأنتم بخير، بمناسبة المولد النبوي الشريف.
تلك الذكرى العطرة، التي تمثل إطلالة للرحمة الإلهية للتاريخ البشري جميعه.
وقد وصف القرآن الكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم، وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية.
ولعل من قبيل الفأل الحسن؛ اقتران مناسبتين عظيميتن هذا العام، وهما ذكرى المولد النبوى الشريف، وانتصارات أكتوبر المجيدة، ما يمثل رمزية بديعة في استعادة المجد والنصر بالسير على هدي النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والنظر إلى نجاحه في بناء أمة، ومجد حضارة لم يتحقق لأحد قبله، وما يتطلبه هذا التأمل من تذكر سيرته الشريفة وما تنطوي عليه من دروس وعبر.
لقد قال صلوات الله وتسليماته عليه: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؛ كتاب الله وسنتي"، و"تركتكم على المحجة البيضاء"، فالعالم بحاجة إلى هدي صاحب هذه الذكرى وإخوانه من الأنبياء والمرسلين بعد أن خسر العالم وعوداً براقة في تحقيق السلام، وبتنا نعاني من فراغ في المعنى والقيم الأخلاقية وأمست الأزمة الأخلاقية هي المسيطرة، وكان التراحم والتسامح والسلام أفدح الخسائر.
إن شعوب الأرض الآن، أحوج من أي وثت مضى إلى التضامن والتعاون والتعاضد والسلام؛ لكي نتمكن من عبور الأزمات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، وغيرها، مما يهدد بنشوب حرب عالمية ثالثة، وينذر بفناء الإنسان من على ظهر الكوكب.