إتحادات

إتحادات

الإعلام ليس رفاهية بل أداة لبناء السلام والتعايش بين الشعوب

السفير محمد العرابي: الإعلام ليس رفاهية بل أداة لبناء السلام والتعايش بين الشعوب

القاهرة  فى: 11 اكتوبر 2025

أكد السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، على أهمية الدور المحوري للإعلام في تحقيق السلام والاستقرار ونصرة القضايا العادلة، مشدداً على أن الإعلام لم يعد ترفاً، بل أصبح أحد الأدوات الحيوية لتعزيز قيم التضامن والتعاون بين الشعوب.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للدورة التدريبية حول "دور الإعلام في بناء السلام والتعايش"، التي أطلقها اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، صباح اليوم، بمقر المنظمة في القاهرة، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والخبراء من عشر دول أفريقية وآسيوية.

2dc28b48 40d4 40bb b878 0080b54e0031

 

7a6c5a67 c25b 46e4 bbcc bc4325ef5c48

وقال العرابي إن الإعلام يمتلك اليوم قدرة هائلة على توجيه الرأي العام وبناء الوعي الجمعي، مشيراً إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أن للإعلام دوراً محورياً في نصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي كانت ولا تزال أبرز ميدان تجلى فيه دور الإعلام في تحريك المواقف الدولية وإحياء الضمير الإنساني تجاه معاناة الشعوب المقهورة.

وأضاف رئيس المنظمة أن مؤتمر تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، المزمع عقده الأسبوع المقبل في القاهرة، يمثل بداية جديدة لإحياء روح التعاون والتكامل بين دول الجنوب العالمي، في ظل بيئة دولية متشابكة ومعقدة تفرض على الجميع تفعيل أدواتهم الجماعية لبناء مستقبل أكثر استقراراً وتنمية وعدلا. 

وفي كلمته، أوضح الدكتور نزار الخالد، رئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، أن هذه الدورة ليست مجرد تدريب مهني، بل هي محطة فكرية لإعادة تعريف رسالة الإعلام ودوره في واقع يشهد صراعات وحروباً إعلامية ومعلوماتية متزايدة.

وقال الخالد متسائلاً: "هل نكون شهوداً على الصراع؟ أم شركاء في صناعة السلام؟"، مؤكداً أن الإجابة تبدأ من وعي الإعلاميين بما يقولون، وكيف يقولونه، ولماذا يقولونه. وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب تفعيل أخلاقيات المهنة وتعزيز المسؤولية المجتمعية، إلى جانب تمكين الشباب والنساء في صياغة خطاب إعلامي جديد يرسخ ثقافة السلام والحوار والتنوع.

وأشار الخالد إلى أن محاور الدورة تركز على مفهوم “صحافة السلام”، وكيف يمكن للإعلام الإيجابي أن يواجه خطاب الكراهية والتحريض، عبر تبني قصص واقعية عن الأمل والمصالحة، وإبراز النماذج الملهمة في التعايش والتفاهم بين الشعوب. كما تتناول الدورة أساليب التغطية الحساسة للنزاعات، وتدريب المشاركين على تجنب اللغة المتحيزة والمصطلحات المضللة، إلى جانب مناقشة دور الصحافة الاستقصائية في معالجة جذور الصراعات، لا بهدف الإثارة بل سعياً للفهم والإصلاح.

من جانبها، شددت الأستاذة فاطمة مصطفى سمهن، رئيسة منظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة، على أهمية الإعلام الإيجابي في مواجهة خطاب الكراهية ونبذ العنصرية والانقسام، داعية إلى رفع كفاءة الإعلاميين وتمكينهم من أدوات تعزز ثقافة الحوار والتسامح، مؤكدة أن بناء التعايش السلمي هو الخطوة الأولى على طريق التنمية والاستقرار في مجتمعاتنا.

وتشهد الدورة، التي تستمر خمسة أيام، مشاركة الخبيرين الدكتور عمرو الشوبكي والدكتور بشير عبد الفتاح، اللذين يقدمان سلسلة من المحاضرات النظرية والتطبيقية حول أساليب المعالجة الإعلامية للنزاعات وأدوات بناء خطاب إعلامي مسؤول.

وقد سادت أجواء إيجابية وتفاعلية جلسات الافتتاح، حيث شهدت تواصلاً مثمراً بين المتدربين من مختلف الدول المشاركة، وتبادلاً للتجارب الإعلامية، بما يعكس روح التضامن والتفاهم التي تهدف الدورة إلى ترسيخها.