ندوة "أفريقيا وآسيا.. فرص وتحديات" تؤكد:
مصر تمتلك المقدرات التي تمكنها من الدفاع عن أمنها القومي
علينا العمل نحو مزيد من التقارب والتضامن بين شعوب القارتين
العلاقات المصرية مع دول آسيا تشهد مزيدا من الانفتاح في عهد الرئيس السيسي
دعت الندوة التي نظتمها منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية برعاية الدكتور حلمي الحديدي واتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، برئاسة الأخ الإعلامي د. نزار الخالد، السكرتير العام المساعد لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، إلى مزيد من التقارب والتضامن بين شعوب آسيا وأفريقيا، والعمل على زيادة التعارف بين الشعوب في قارتي أفريقيا وآسيا، وأكدت أن مصر تمتلك من المقدرات والإمكانيات ما يمكنها من الدفاع عن أمنها القومي.
وكشفت الندوة، التي أدارها الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، الأمين العام لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، أن مصر نجحت في تحويل التحديات إلى فرص، من خلال وعي ووطنية قيادتها السياسية.
أبو المجد: كشف حساب لما شهدته القارتان من أحداث جسام ووقائع صادمة
استهل الندوة، التي أقيمت برعاية الدكتور حلمي الحديدي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، الكاتب الصحفي محمد أبو المجد، بالقول: ندوتُنا الموسعةُ اليومَ، والتي تحمل عنوان "أفريقيا وآسيا.. فرص وتحديات، بين عامي 2023، و2024"، تأتي لتقدم تقارير أقرب ما تكون إلى كشف حساب لما شهدته قارتا آسيا وأفريقيا من أحداث جسام، ووقائع صادمة حينا، ومروعة أحيانا، خلال 2023.. وما يصبو إليه الأفارقة والآسيويون من آمال خلال 2024.
وأضاف: بداية؛ لا تسعني كلمات الترحيب، التي وردت في قواميس اللغة العربية، التي نحتفي بيومها العالمي، لكي أرحب بضيوفنا الأجلاء، وبعضهم يطأ هذا المقر التاريخي لأول مرة.. أرحب بكم في منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، وبالتحديد في قاعة الشهيد يوسف السباعي، رحمه الله، حيث تستضيف ندوة اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي، الذي يرأسه الإعلامي الدكتور نزار الخالد.
وقال أبو المجد: بين عام مضى بكل ما أثقل كاهله من حروب، وإرهاب، وأوبئة، ومجاعات، وأزمات، وتطاحن، لا نهاية له، وعام نترقبه بمنتهى الفزع، والتشاؤم، والإحباط.. ورغم المحاولات المستميتة من القادة والأكاديميين لرسم معالم، ووضع طموحات لفرص قد تتحقق في 2024، إلا أن الفرص الضائعة، والتحديات والمعوقات التي أجهضت الأحلام في 2023، تبقى كالجبالِ الشمِّ التي تأبى أن تتزحزحَ لتتيح الفرصة لأبناء القارتين للعيش في سلام وأمان واستقرار.
سرايا: لن يستطيع أحد فرض التهجير القسري على مصر
بدأ الكاتب الكبير ِأسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام "سابقا"، حديثه، معقبا على كلمة أبو المجد، قائلا: لقد أعدتنا بالذاكرة إلى ذكرى استشهاد يوسف السباعي، رئيس مجلس إدارة الأهرام، الذي استشهد، وأنا كنت في "شيفت" قسم الحوادث،.. مضيفا: يوسف السباعي ضحية كبرى لورقة مهمة في تاريخ مصر والمنطقة، والتاريخ الإنساني، وهي اتفاقية كامب ديفيد، والتي حفظت مكانة القضية الفلسطينية.
وأكد سرايا أن السادات، رحمه الله، اصطحب ياسر عرفات، بعد 30 سنة من الصراع، إلى الأراضي المحتلة، وبهذا انتقل الصراع من الخارج إلى الداخل.
وأضاف أن التهجير القسري لن يستطيع أحد أن يفرضه على مصر، رغم أن هناك 2,5 مليون فلسطيني على الحدود.
وأشاد بعنوان الندوة الذي يعني تقديم "جرد سنوي" لما شهدته القارتان من أحداث خلال 2023، واستشراف لعام 2024، قائلا: لا يوجد شيء إيجابي في أفريقيا وآسيا، بل كلها أشياء وهمية، معربا عن مخاوفه من المبالغة في بعض الأحداث، ويستثنى من ذلك المشروع الصيني الكبير "طريق الحرير"، متمنيا له النجاح.
أما أزمة غزة، فهي شديدة الصعوبة، والحلول صعبة أيضا، لعلاقتها الماسة بمصر.. غزة لؤلؤة مساحتها 365 كيلو متر مربع على ساحل البحر المتوسط، وقد حولتها السياسة العدوانية الوحشية الإسرائيلية إلى أرض محروقة، في الوقت الذي أصيبت فيه دولة الاحتلال نفسها بحالة من التحلل، بسبب "الحثالة" التي تحكمها.
واستعرض الأوضاع في السودان، مؤكدا أن هناك 5,5 مليون سوداني لاجئون في مصر، ولا يزال باقي الشعوب يهاجر، هربا من مآسٍ يندى لها الجبين، نتيجة 40 سمة من السياسات الخاطئة، وتمكين للإخوان المسلمين.
وعن أزمة سد النهضة، فقد ارتكبت إثيوبيا خطأ فادحا بإنشاء السد على أرض مصرية، وهي "بني شنكول"، وهي أرض تقطنها قبائل مصرية أساسا، في الوقت ذاته فإن حصتنا نأخذها من فوائض المياه في بلد يعوم على تريليونات المياه، ومع ذلك فإثيوبيا تختاج إلينا في تصريف المياه الفائضة، والكهرباء أيضا.. وأنا على ثقة من أن مصر لن تحارب، بل إن حصتها من المياه مضمونة بدون تدخل عسكري.
عادل العمدة: إنهم يعتبرون مصر "رأس الخرشوفة"
وقال اللواء أركان حرب، مهندس عادل محمود العمدة، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية:
واجه العالم خلال 2023، مجموعة من الأزمات العالمية، مثل التضخم وارتفاع الأسعار.. وكلها ناتجة عن مؤامرات خارجية تستهدف تحويلنا إلى شعوب لا تستطيع حمل السلاح.. ملخصا: "مفيش طلقة ولا صاروخ تاني، فالحروب اللامتماثلة هي عبارة عن حروب تستخدم فيها القوة الناعمة.
ونبه إلى أن مصر تواجه سلسلة من المؤامرات، قائلا: إن القوى المعادية تعتبر مصر "رأس الخرشوفة"، ويعملون على نزع ما حولها من أوراق ليتمكنوا من إسقاطها، ولكن مصر تمتلك من المقدرات والإمكانيات ما يمكنها من مجابهة كافة المؤامرات، وتحقيق الطموحات، والدفاع عن أمنها القومي، مشيرا إلى أن مصر نجحت في تحويل التحدي إلى فرصة، فقد أصبحت مركزا إقليميا للطاقة، وصارت مبعث استقرار للجنوب الأوروبي من خلال ضخ الكهرباء والغاز الطبيعي.
وبالنسبة لأزمة سد النهضة، قال: "لا أحد يستطيع أن يتقرب من مياه النيل، اطمئنوا.. ومش هانحاسب على المشاريب".. وعموما فإن عملية توليد الكهرباء من سد النهضة عبارة عن "فنكوش".
وأضاف: لا تنسوا أن الرئيس السيسي قال في 20 / 6 / 2021: "كونوا على استعداد، وجاهزية، لتنفيذ المهام داخل وخارج مصر".
واستعرض بعض الأزمات التي واجهها العالم، وخاصة أفريقيا وآسيا، خلال 2023، مثل الأوبئة والأمراض ونقص الغذاء، وهي عبارة عن مؤامرات بهدف الوصول إلى ما يسمونه "المليار الذهبي".
باسم المغربي: قرن آسيا
من جانبه، أشاد الدكتور باسم المغربي بالنجاحات الدولية التي حققتها مصر، خاصة على الجانب الآسيوي، وتدعيم العلاقات المصرية الصينية، والمصرية اليابانية، والمصرية الروسية، وأيضا مع فيتنام، مشيرا إلى الانفتاح الذي تشهده السياسة الخارجية المصرية مع كافة دول آسيا؛ نظرا لأهمية قارة آسيا، من حيث كونها القارة الأكبر في المساحة وعدد السكان، وتمتعها بأطول ساحل على مستوى الكرة الأرضية.
وقال: إن القرن الـ 19 كان يسمى "قرن بريطانيا"، والقرن الـ 20، "قرن أمريكا"، أما القرن الـ 21، فسيكون "قرن آسيا".
وأضاف أن العلاقات المصرية الصينية تمر بمرحلة تحول تاريخية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو ما انعكس بشكل واضح في الزيارات المتبادلة لقادة البلدين وتوقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال عام 2014 بما يوسع نطاق العلاقات الاستثنائية.
وأشار إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة عززت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وفتحت فرصًا كبيرًا للتعاون على مختلف المستويات وظهر ذلك بشكل جلي في تسارع وتيرة الاستثمارات الصينية على مدار العقد الماضي، في مجموعة واسعة من القطاعات بما في ذلك التصنيع والخدمات والبناء والزراعة وتكنولوجيا المعلومات.
وشهدت الندوة تكريم عدد من الإعلاميين والأكاديميين ورموز الفن، في مقدمتهم؛ الفنانة القديرة مديحة حمدي، لأدوارها التاريخية والدينية، والتي حافظت من خلالها على تقاليد الأسرة المصرية، وكذلك دورها في الأعمال الخيرية، ورعاية الأيتام.
كما قام الدكتور نزار الخالد مساعد سكرتير عام المنظمة بتكريم اللواء عادل العمدة، والدكتور باسم المغربي، مدرس العلوم السياسية.