ندوة "غزة إلى أين" تثمن جهود مصر في دعم الشعب الفلسطيني ورفض تصفية القضية
عقدت منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية ندوة، عبر تطبيق "الزوم"، حول الأحداث الدامية في قطاع غزة، تحت عنوان "غزة إلى أين".
أدار الندوة الأستاذ نزار الخالد، مساعد السكرتير العام للمنظمة، ورئيس اتحاد الإعلاميين الأفريقي الآسيوي.
ثمنت الندوة غاليًا الجهود المصرية الحثيثة لدعم القضية الفلسطينية، والحيلولة دون تصفيتها، وإصرارها على توصيل المساعدات الغذائية والطبية إلى أهالي غزة، معربة عن رفضها لكل محاولات المزايدة على موقف مصر في أزمة غزة.
افتتح د. الحديدي الندوة، قائلا: كانت أحداث غزة حديث المجتمع العالمي طوال أكثر من 100 يوم مضت، فالمقاومة مبهرة، والصمود يدعو إلى الفخر، رغم جسامة الاعتداءات ووحشيتها..
والمتابع للأحداث والانتهاكات اللإإنسانية التي يقوم بها المحتل على أرض فلسطين السليبة، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وفرض الحصار عليهم، ومنع المساعدات الغذائية والأدوية من الوصول إليهم، واستخدام سلاح الجوع ضدهم.. المتابع لا يملك إلا التعاطف، والإعجاب بهذا الصمود البطولي.
سؤالنا؛ غزة إلى أين؟ نقصد به؛ ما هي التوجهات والنهايات.. ونقصد به الوضع القائم الآن.. هذا هو سؤالنا وسنحاول الإجابة عليه في هذه الندوة.
وقال أ. نوري عبد الرزاق، السكرتير العام للمنظمة: على مدار نحو 109 أيام، شهد العالم حدثا مزدوجا، وهو الحرب على المدنيين في غزة، بذريعة "الدفاع عن النفس والانتقام من حركة حماس، ولا تزال الانتهاكات مستمرة، والتضامن العالمي على أشده مع الأبرياء في الأراضي المحتلة.
من جانبها، أكدت د. كلثوم حسين، رئيسة اللجنة الكويتية للسلم والتضامن، أن أهداف دولة الاحتلال ستفشل، وهجماته ستنكسر، لأن الصمود سيستمر رغم الأهوال اليومية والمعاناة التي يكابدها أشقاؤنا في غزة.
وقالت: لن أتحدث عن العذاب والهوان الذي يلاقيه إخواننا الفلسطينيون، ولكني سأتحدث عن قدرتهم على الصمود في وجه العدوان الغاشم.. ونتساءل: ما هي خطة دولة الاحتلال بشأن غزة، بعد انتهاء الحرب الغاشمة؟ لا شك أن غزة ستنتصر، والعدوان سينكسر.. وفي هذه الأوقات الصعبة، فإننا ندعوا الله أن ينصر غزة، وأن يهزم قوى البغي والعدوان، مؤكدين تضامننا مع الفلسطينيين، والشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي كلمة الدكتور أحمد الوحيشي، رئيس اللجنة اليمنية، والتي ألقتها نيابة عنه جود حسن البشير، عضو اللجنة، أعرب عن شكره للمنظمة، موجها تحية من القلب إلى الشعب الفلسطيني الذي يسطر ملحمة بطولية، ستسجل ملحمة بطولية كواحدة من أروع الملاحم التاريخية الخالدة، رغم الإبادة العرقية، التي تكشف عنها الصور المأساوية التي تضع الضمير الإنساني أمام التزام قانوني ومعنوي.
وشددت جود البشير على رفضها تشريد أهالي غزة، وتهجيرهم، بهدف تصفية القضية الفلسطينية، مطالبة بضرورة محاسبة الاحتلال على كافة الجرائم التي ارتكبها، ونؤكد تقديرنا لموقف حكومة جنوب أفريقيا من مقاضاة دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية.
وأضافت أن إسرائيل هي دولة فصل عنصري، ومارست جرائم إبادة وتصفية عرقية ضد الشعب الفسطيني الذي احتلت أرضه قبل أكثر من 75 عاما.
فيما قال الأستاذ أحمد سليم، السكرتير العام المساعد، ونائب رئيس اللجنة المصرية للتضامن: عما قريب سيكون السؤال؛ إسرائيل إلى أين؟ وليس غزة إلى أين؟ فحرب غزة ستضع المسمار الأخير في نعش إسرائيل، وستكتب النهاية الحتمية لها، ولن تقضي على حماس.. وحتى إذا تحقق هذا الوهم البعيد المنال، فستولد كل يوم ألف حماس وحماس؛ لأن فلسطين ولادة.
وأضاف: لقد رأينا الجنود الإسرائيليين يحتمون خلف دباباتهم ومدرعاتهم، رعبا من الفلسطينيين العزل الذين يرهبون العدو ببسالتهم.. وبهذا انهارت أسطورة الكيان الذي لا يقهر.
وأشار إلى أن دول أوروبا التي كانت تتبنى موقفا مناصرا لإسرائيل تغير رأيها 180 درجة بعد أن كشف العدوان الإسرائيلي على غزة الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني، قائلا: إن إسرائيل ستزول حتما، وحاليا تنهار من الداخل، وهناك مظاهرات مشتعلة، تؤرق الحكومة المتطرفة، معربا عن بالغ الشكر والتقدير إلبى جمهورية جنوب أفريقيا التي أقامت دعوى قوية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.. عاشت غزة.. عاشت فلسطين. قالت السيدة/ وفاء النعاس رئيس اللجنة الليبية للتضامن فى كلمتها يطيب لي المشاركة معكم في هذا الاجتماع المصيري التاريخي الذي يناقش قضية من مخلفات الحرب العالمية الثانية وهي من أعقد قضايا عصرنا هذا.
تعلمون جميعا أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين هو القضية الوحيدة الباقية رغم إعلان الأمم المتحدة (لنبدأ تصفية الاستعمار)، لكنه في فلسطين لم يصف ومازال يتعقد كل يوم ويغرز أنيابه في جسد فلسطين.
إن العدوان على غزة استمرار للجريمة وفق مواثيق الأمم المتحدة والقوانين والأعراف والممارسات الدولية، بل هو جريمة مركبة ذات أبعاد سياسية واجتماعية وانسانية، تهدف من وراءه قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى تدمير البنية التحتية والتهجير القسري للمدنيين وقتل أكبر عدد منهم. وهي سياسة تتبعها دولة الاحتلال منذ إعلانها عام 1948 ومازالت تتبعها، العدوان والإرهاب ودفع الناس للتهجير أو الموت.
إن السكوت عن هذا العدوان يشكل في حد ذاته جريمة بحقنا تلاحقنا، وستجرمنا الأجيال بعدنا، وإننا لمازلنا قادرون على اللحاق وتدارك مايمكن وإنقاذ الأرواح البريئة وإعادة البسمة للطفولة المنهكة في فلسطين السلبية.
إن العدوان على غزة مثل كل عداون سابق طال المدنيين بتعمد واصرارمن قتل وتنكيل للمدنيين العزل وتدمير للبنية التحتية والمستشفيات والمرافق الخدمية، إنها جريمة بكل المقاييس. ولذلك أضم صوتي وصوت الشعب الليبي لكم جميعا وأقترح إجراءات عملية تنقلنا من الخطاب إلى الفعل.
1- دعم الشعب الفلسطيني عبر تكوين صندوق دولي لجمع التبرعات العينية النقدية لصالح فلسطين.
2- إطلاق مشروع غزة في كل دولة، عبر إطلاق اسم غزة على الشوارع أو الحدائق عامة في العواصم مع كتابة حائطية تشرح للناس لماذا اسم غزة.
3- تشكيل وفد لزيارة رام الله والاجتماع بالرئيس الفلسطيني وزيارة غزة أيضا.
مقترح دعم جنوب أفريفيا
- تشكيل لجنة تواصل لدعم ومساندة جنوب أفريقيا في دعوتها ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية.
- تكريم حكومة جنوب أفريقيا على هذا العمل من خلال الدعوة لعقد اجتماع دولي حول غزة يعقد بجنوب أفريقيا.
- إطلاق اسم جنوب أفريقيا على أهم المعالم في دولنا.
- المطالبة بإطلاق اسم جنوب أفريقيا - فلسطين على أهم قاعات المنظمات الدولية الإقليمية.
وأخيرا أشير إلى مسألة بالغة الخطورة في العدوان على غزة.
إن دولة الاحتلال التي تدعي التحضر وأنها دولة مدنية ومع ترسيخ القانون الدولي في المعاملات الدولية، كان أولى بها أن تقدم شكوى لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، حول ما تعرض له جنودها العسكريين يوم 7/ 10 / 2023، وتترك الأمر للمجلس ليقرر وسائل مناسبة للتعامل مع الحدث.
- لكنها قامت العدوان في صورة استيفاء الحق بالذات، وهي من صور القرون الهمجية الوسطى الجاهلية التي شهدت صراعات بشرية قامت على استيفاء الحق بالقوة وليس بالقانون، وهذا الوجه لوحده يكفي لإبراز حقيقة قوة الاحتلال من أنها أكبر معاد للقانون الدولي وللتحضر والإنسانية.
اختتم بشكركم على دعوتي وحسن استماعكم واستجابكم للمقترحات المقدمة.
واختتم الدكتور حلمي الحديدي بالقول: إن النصر لن يكون ممكنا إلا بشروط، مصداقا لقول الله عز وجل: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل، ترهبون به عدو الله وعدوكم، وآخرين من دونهم....".
وأضاف: أيضا من الضروري الوحدة بين قوى المقاومة، والوحدة بين الدول العربية، والمساهمة الجادة في دعم الشعب الفلسطيني الأعزل.. وبهذا تنتصر الإرادة العربية، ويحقق الفلسطينيون النصر المنشود.
من جانبه، أكد نزار الخالد أن المساعدات المصرية لسكان غزة تجاوزت ثلثي إجمالي المساعدات التي قدمتها باقي الدول من كافة أنحاء العالم، معربا عن بالغ شكره للقيادة السياسية المصرية التي دافعت كثيرا عن القضية الفلسطينية، وطالبت بضرورة حصول الشعب الفسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967.