بيانات

بيانات

المؤتمر العام لمنظمة التضامن إعلان الرباط نوفمبر 2018

نحن ممثلي اللجان الوطنية لمنظمة تضامن شعوب أفريقيا وآسيا المجتمعين في المؤتمرالحادى عشر للمنظمة بالرباط ، نعلن اننا في اشد الحاجة للتضامن بين شعوبنا، وبينها وكل شعوب العالم التي تتطلع لأن يسود عالمنا السلام الذي بدونه لاتستطيع أن تمضي قدما في انجاز التنمية المستدامة، لكي تظفر بحياة كريمة في ظل المخاطر الهائلة التي تهدد عالمنا والمتمثلة في زيادة حالة التوتر السياسي فيها الناجمة عن زيادة حدة الصراعات العديدة خاصة بين القوى الكبرى والعظمى فيه ،والمقترنة بسباق تسلح جديد أخطر من سباق التسلح الذي عانينا منه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لانه يتضمن تهديدات باستخدام الأسلحة النووية الصغيرة التكتيكية من قبل الولايات المتحدة وما يهدد عالمنا بحرب باردة جديدة قد تنقلب الى حرب ساخنة هنا وهناك يكون مسرحها وضوح خطر إستخدام الأسلحة النووية الصغيرة منها، وهو ما يؤكد دعوتنا لنزعة أسلحة الدمار الشامل من العالم، فأصبح فى المناطق الساخنة من حروب نهاية العالم ، ويقترن ذلك ايضا بحرب تجارية بدأتها إدارة ترامب بالتوسع في إستخدام سلاح العقوبات الاقتصادية خاصة ضد روسيا والصين وإيران مع التلويح، بإستخدامها ضدالمكسيك وكندا ودول الخليج العربية ، وبعض الدول الأوروبية.

إننا نحذر من كل هذه المخاطر الفادحة التي تهدد الامن والسلم الدوليين. كما نحذر من المؤامرات الاخرى التي بدأتها أمريكا مبكرا ضد الدولة الوطنية في قارتينا، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تستهدف تقويض كيانات دولنا الوطنية وتقسيمها الى دويلات صغيرة قزمية يسهل فرض السيطرة والهيمنة الاجنبية عليها. ونحذر كذلك من الأحلاف الاستراتيجية العسكرية الجديدة التي تسعى امريكا لاقامتها في قارتينا.

وندعو شعوبنا إلى الحفاظ على اكبرقدر من التماسك الوطني للحفاظ على كيانات دولنا الوطنية وننبه إلى أن ذلك يقتضى أن نوفر المناعة لدولنا ضد ما يستهدفها من تآمر في أن تكون دولا مدنية وديمقراطية عصرية حديثة. تقوم على مبدأ المواطنة الذي يساوي بين جميع المواطنين بغض النظر عن اختلاف الجنس والدين والانتماء العرقي والقبلي والطائفي والمذهبي والطبقي والجغرافي وأيضا الإختلاف في الرؤى والانحيازات السياسية. ويضمن لدولنا الحكم الرشيد وسيادة القانون وتوفر الحريات الأساسية للمواطنيين بدءا من حرية العقيدة حتى حرية الرأى والتعبير.. وأيضا تصوغ عقدا اجتماعيا جديدا فيها يقوم على مبدأ العدالة الاجتماعى.

كما ندعو إلى تعزيز قدرات شعوبنا على إنجاز التنمية المستدامة من خلال مد جسورالتعاون مع كل القوى الاقتصادية الصاعدة والبازغة وعدم المراهنة على قوة واحدة عظمى، وزيادة التعاون الاقتصادي فيما بين دولنا والذي يحقق لنا الكثير من المصالح المتبادلة لها ، ويحولنا إلى قوة اقتصادية مؤثرة في العالم يحسب لها الجميع كل الحساب. مع حث دولنا، التي احرزت قدرا من التقدم التكنولوجى، على أن تضع تحت تصرف بقية دول أفريقيا وآسيا ما وصلت إليه من هذا التقدم.. وكذلك أن يكون لنا رؤى ومواقف مشتركة على الساحة الاقتصادية العالمية، تضمن حرية التجارية العالمية وتدفق السلع والخدمات والأموال بين دول العالم ، تحمينا من شرور تلك الحرب الاهلية التى تلوح نذرها في الأفق الآن، وتلزم الدول المتقدمة اقتصادياً بأن تؤدي التزاماتها في دعم ومساندة الدول النامية.

ونطالب بأن نتكاتف ونتعاون جميعاً بصدق وإخلاص فى الحرب ضد الإرهاب الذى طالت شروره العديد من دول قارتينا، والعديد من دول قارات العالم الأخرى.. وهو ما يقتضى منا وقفة شعبية جادة وصارمة ضد كل جماعات التكفير والتطرف الدينى وضد كل من يمول ويسلح الإرهابيين ويدربهم على استخدام السلاح والمتفجرات ويوفر لهم الخدمات اللوجستية ويمنحهم الملاذ الآمن وأيضا الغطاء السياسي. لنفضح كل هؤلاء ونعاقبهم حتى نجفف منابع هذا الإرهاب الأكثر وحشية من كل إرهاب سبق أن ابتلينا به من قبل. وفي هذا الصدد فإننا نعلن تضامننا الكامل مع الشعب المصري وجيشه الباسل في حربه ضد الارهاب ونشيد بالنجاحات التي حققها ونثمن التضحيات التي قدمها . كذلك ندعم تضامن شعوبنا فى قارتينا أفريقيا وآسيا لدحرالإرهاب فيما بينها وبين كل شعوب العالم الطامحة فى أن يسود الأمن والسلام.

نجدد تأكيدنا الدائم والمستمر بضرورة الالتزام بالحل السياسى والسلمى لكل الصراعات والمشاكل والأزمات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والطائفية والعرقية التي نعاني منها فى أفريقيا وآسيا، والتى تعوق تضامننا وتعطل تعاوننا وتضعف من قدراتنا على توحيد مواقفنا في مواجهة الأخطار التى تهددنا والتحديات التى تعترض سبيلنا للنهوض بدولنا وتوفير الحياة الكريمة لشعوبنا.

لذلك ندعو إلى دعم الشعب السورى وجيشه في حربه ضد الارهاب و ضرورة الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة وسلامة اراضى سوريا ودعم حقه في الاختيار الحر الديمقراطى لمن يحكمة ، ونرفض كل مخططات تقسيم الدولة السورية، مع حل الازمة السورية من خلال دفع العملية السياسية إلى الأمام، بالتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم2254 وقرارات مؤتمر الحوار الوطنى السورى فى سوتشي. ونؤكد على حق الشعب السورى فى تحرير أرضه المحتلة في الجولان .


وندعو أيضاً الى دعم الشعب الليبي في حربه ضد الإرهاب مع تطهير أراضيه من المليشيات المسلحة التى تسيطر على مساحات منها، ودعم الجيش الليبي الذي يخوض حرباً ضارية ضد هذا الإرهاب، مع الحفاظ على كيان الدولة الوطنية الليبية ووحدة أراضيه، والترحيب بإجراء الانتخابات البرلمانية الليبية المخطط لها ان تتم فى الربيع القادم، ورفض المحاولات التي تقوم بها أطراف ليبية وأخرى اقليمية وعالمية لتعطيل اجرائها في الموعد المقترح.

ونطالب بتسوية سلمية عبر طاولة المفاوضات لللأزمة اليمنية تضمن وحدة اليمن وتنقذ اليمنيين من الوضع المأساوى الذي يعيشون فيها الآن، وتحمى البنية التحتية للدولة اليمنية وتقطع الطريق على كل محاولات التدخل من قوى خارجية فى شئونة وفرض الوصاية عليه و استخدامه فى صراعاتها.


وندعو إلى تعزيز صمود العراق ضد بقايا تنظيمات الإرهاب، ومن أجل بناء دولته الوطنية المدنية الديمقراطية القوية .
وندعو أيضاً لحل الصراع بين الهند وباكستان سلميا وحل مشكلة كشمير من خلال حوارمع قادتها. ونطالب بتوفير الحماية لأكثر من مليون لاجئ من الروهينجا الذين لاذوا بالفرار بعد الجريمة النكراء ضد الإنسانية التى ارتكبت بحق أهل الروهينجا في مينامار، مع الاشادة بما قدمته بنجلادش من حماية لهؤلاء اللاجئين. كما ننبه لخطورة أزمة الاجئين ونرفض اضطهاد الفئات المختلفة على أساس ديني.

وفى الوقت الذين نعبر فيه عن قلقنا من التوترات فى منطقة بحرالصين الجنوبي، فإننا نؤكد على أهمية الحل السلمى لها طبقاً لمعاهدة الامم المتحدة لقانون البحار 1982. وندعم احلال السلام بين الكورييتين. كما نطالب بوضع نهاية للحرب في أفغانستان وإنقاذها من الإرهاب.

أما بالنسبة للشعب الفلسطيني الذى مازال هو الشعب الوحيد فى العالم الذى لم يحصل على استقلاله حتى الآن فإننا نعلن رفضنا التام للعقوبات الامريكية التي فرضتها واشنطن عليه والخطوات الاحادية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل في تحد صارخ للقرارات ا لدولية ولكل المجتمع الدولي.


وندعو المنظمات الدولية للقيام بدورها في الحفاظ على تراث القدس من المقدسات الدينية (الإسلامية والمسيحية) وندين قرارات امريكا التي اوقفت مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل الاجئيين الفلسطينيين (الاونروا)، وغلق مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية لديها، وأيضا ندين تصريحات مسؤوليها حول أعداد اللاجئين الفلسطنيين، وندعو كافة الدول للمساهمة في ميزانية الاونروا لاستمرارعملها الإنساني المهم. كما ندين العدوان الإسرائيلي على غزة ونؤكد على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل الأشكال والوسائل، وحقه في دولة مستقلة على كل أراضى الضفة الغربية وغزة التي احتلت بعد يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يقتضي إزالة المستوطنات التي أنشئت في الضفة خلافا لقرارات الامم المتحدة وفك الحصار على غزة وفتح المعابر واطلاق سراح الأسرى والمعتقلين الفلسطنيين وإجراء تحقيق دولي شامل في الجرائم العنصرية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها الإسرائيليون بحق الفلسطنيين في الأراضي المحتلة، مع الحفاظ على حق اللاجئين الفلسطنيين في العودة ، ورفض توطينهم فى الدول المجاورة.

ونعلن أيضا تمسكنا بمبادرة السلام العربية في قمة بيروت العربية عام2002 وتنفيذ بنودها بالترتيب التي جاءت فيه مع دعم قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية التي اتخذتها بخصوص القضية الفلسطينية والاتفاقات الموقعة مع إسرائيل وتحث كل الأطراف الفلسطينية على اتمام المصالحة ونثمن الجهود المصرية في هذا الصدد ، واتصالا بذلك فإننا ندين الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان واستخدام الأجواء اللبنانية لتنفيذ عمليات قصف جوي موجه نحو الأراضي السورية. ونؤكد على حق لبنان في الدفاع عن نفسه وتحرير ما تبقى من اراضيه المحتلة وحق سوريا أيضاً وعلى حق لبنان كذلك في استثمار ثرواته البترولية ورفض التهديدات الإسرائيلية الموجهة اليه في هذا الصدد.
كما اننا ندعم قيام الدولة الوطنية الديموقراطية في لبنان وندعم نضال الشعب اللبناني للخلاص من هذا النظام القائم على المحاصصة الطائفية والمذهبية والذي يستدعي التدخلات الخارجية.

ونرحب بالمبادرة الملكية المغربية الخاصة بخلق آلية سلمية وسياسية لإنهاء الخلافات الجزائرية المغربية ، والتي نعتبرها تلبي دعوتنا السابقة للحل السلمي لهذه الخلافات ونزع فتيل الحروب بين الدول.. ونهيب بالجزائر ان ترد بالايجاب على هذه المبادرة ليبدأ الحوار والتفواض بين البلدين لحل مشكلة الصحراء المغربية استناداً لمبادرة الحكم الذاتي لاهلها.
وحتى نزيد من قدرة منظمتنا لتضامن شعوب أفريقيا وآسيا على النهوض بمسؤلياتها الكبيرة ودورها المهم لتحقيق طموحات هذه الشعوب فإننا نهيب بالاتحاد الروسي والصيني إلى استعادة الدور النشط لكل منها في أنشطة وأعمال المنظمة كسابق عهدها فى سنوات النشأة الأولى لها.

وندعو سكرتارية المنظمة أن تقوم بدعم وتعميق علاقات التعاون بينها وبين المنظمات الديمقراطية المحبة للسلام في العالم.... مع تفعيل مشاركتها كمراقب في المنظمات الاقليمية والدولية، خاصة اللجنة الأفريقية لحقوق الانسان والشعوب ومجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. كما نحث سكرتارية المنظمة واللجان الوطنية التابعة لها على تفعيل دورالشباب والمرأة في انشطتها واعمالها. كما يهيب المؤتمر بسكرتارية المنظمة أن تنظم فعالية في ذكرى اتفاقية سايكس بيكو لبحث الجذور التاريخية لتفكيك الدولة الوطنية.

ولا يفوتنا في النهاية أن نتقدم بالشكر الجزيل والتقدير الكبير للجنة المغربية للتضامن والجهات الحكومية والشعبية التى تعاونت معها فى تنظيم هذا المؤتمر على استضافتها لمؤتمرنا هذا وحسن التنظيم وكرم الضيافة. ونرحب بمبادرة الوفد العراقي لاستضافته المؤتمر القادم في بغداد عام 2020.

عاش كفاح شعوب أفريقيا وآسيا من أجل عالم أفضل يسوده السلام والعدالة.. عالم بلاحروب..... عالم بلا إرهاب.. بلا مؤامرات.
لنحافظ على تضامننا من أجل تحقيق ذلك المستقبل المنشود .

الرباط – المغرب
14- 16 نوفمبر 2018