كلمة الأستاذ الدكتور حلمي الحديدي، وزير الصحة الأسبق، ورئيس منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، بمناسبة الذكرى الـ 69 لـ "عيد الفلاح"
في مثل هذا اليوم منذ 69 عامًا كان الفلاح في مصر، كغيره من دول آسيا وأفريقيا التي كانت ترزح تحت ربقة الاحتلال الأجنبي، يتجرع ألوانًا من الهوان، والاستعباد، والحرمان.
وفي مثل هذا اليوم، كانت بداية الخلاص، وإنصاف الفلاح، وجعله مالكًا وسيدًا على أرضِه، بعد أن كان أجيرًا يعانى الذلَّ والهوانَ، فلم تكد تمرّ سوى أيامٍ على ثورة 23 يوليو، حتى صدر قانون الإصلاح الزراعي، بهدف تحديد ملكية كل فرد بـ 200 فدان كحد أقصى، وإعادة توزيع الأراضي التي كان يملكها كبار الملاك، على الفلاحين المعدمين.
وجاء أول احتفال بعيد الفلاح اعترافًا بدوره في التنمية الزراعية وتوفير الغذاء، في عام 1957 عندما قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتوزيع عقود أراضي الإصلاح الزراعي في قرية الزعفرانة مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، حيث قام الزعيم الراحل بتوزيع 20 ألف فدان بعدد 8 آلاف عقد، وهو ما يعد إنصافًا للفلاح.
عيد الفلاح الذي نحتفل به كل عام في التاسع من سبتمبر، يعني الاحتفال بعودة الروح للجسد، بعودة الأرض وتوزيعها على البسطاء والمعدمين وصغار الفلاحين، مع ثورة يوليو المجيدة وصدور قانون الإصلاح الزراعي.
لقد كان جمال عبد الناصر حريصًا على القضاء على الإقطاع؛ لكي يصبح المستأجرون والعمال والمقهورون ملاكًا للآرض، وأن تعود إليهم العزة والكرامة.
وبعد سنوات عاش فيها الفلاحُ عصرَه الذهبي، بدأت تتراجع مهنة الفلاحة وانتقاص الأراضي الزراعية واستحواذ العمران عليها، إلى أن عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي العزم على اتخاذ خطوات جادة في مواجهة ملف التعدي على الأراضي الزراعية وإعادة الرقعة الزراعية، حيث تعمل الحكومة على إعلاء شأن الفلاح من جديد، والتأكيد على حقه في حياة عادلة كريمة تليق بالإنسان المصرى، صانع التاريخ والحاضر والمستقبل.
لقد قرر الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يكون الاحتفال بيوم الفلاح هذا العام، مختلفًا عن كل الأعوام التي سبقته، وذلك من خلال المبادرة الرئاسية غير المسبوقة "حياة كريمة"، والتي تهدف إلى تحسين مستوى الحياة للفئات المجتمعية الأكثر احتياجًا على مستوى الدولة، كما تسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين الأكثر احتياجًا وبخاصة في قرى الريف والمناطق العشوائية.
كما تتضمن المبادرة شقًّا للرعاية الصحية وتقديم الخدمات الطبية والعمليات الجراحية، وصرف أجهزة تعويضية، فضلًا عن تنمية القرى الأكثر احتياجًا وفقًا لخريطة الفقر، وتوفير فرص عمل بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، وتجهيز الفتيات اليتيمات للزواج.
تحية إلى كل الفلاحين في أقطار أفريقيا وآسيا، ومصر في المقدمة.. تحية إلى روح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، نصير الفلاح.. ودعاء من القلوب أن يوفق الله، تعالى، رئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسي، وأن يسدد خطاه، وأن يكلل فكره ومجهوده بالتوفيق والنجاح.